ويجسد برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين- رمضان 2016، المبادرة ذات الحمولة الاجتماعية القوية، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك لمستقبل المواطنين نزلاء المؤسسات السجنية، وعزم الوطيد على تمكينهم من إدماج سوسيو- مهني ملائم عند إطلاق سراحهم.
كما يعكس الرؤية الملكية المستنيرة الرامية إلى تعزيز أمن المجتمع، ومحاربة الانحراف، وخفض عدد نزلاء السجون ومعدل حالات العود، وإحداث أنشطة مدرة للدخل.
وسيستفيد من هذا البرنامج، المنفذ من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بكلفة إجمالية تفوق 5,2 مليون درهم، 333 سجينا سابقا ينحدرون من مدن الدار البيضاء، والرباط، والقنيطرة، وفاس، والخميسات، وطنجة، وسلا، وآسفي، وبني ملال، وأكادير- آيت ملول، وتارودانت، وتيزنيت، وإنزكان.
وسيشمل برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين- رمضان 2016، تقديم دعم مالي أو توفير التجهيزات للسجناء السابقين الحاملين لمشروع حياة فردي تمت صياغته بناء على تشخيص أنجز خلال فترة تمضية العقوبة السجنية بمساعدة مصلحة التهييئ لإعادة الإدماج، وذلك في انسجام مع تكوين وخبرة المستفيدين وحاجيات سوق الشغل.
ويندرج هذا البرنامج في إطار الاستراتيجية المندمجة لإعادة الإدماج السوسيو- مهني التي مكنت خلال سنة 2015، من تشغيل 1719 سجينا سابقا في مقاولات مواطنة، ودعم إحداث 1670 مشروعا صغيرا في مجالات مختلفة، وخفض معدل حالات العود الذي استقر في نسبة 3,44 بالمائة.
ويتم تنفيذ هذه الاستراتيجية من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والقطاعات الوزارية المعنية بالتكوين وتلك المانحة لبعض الخدمات، فضلا عن بعض فعاليات المجتمع المدني.
ولقد شكلت مبادرة الشراكة هذه حافزا هاما لتعبئة عدد كبير من المتدخلين، الذين انخرطوا في هذه الاستراتيجية التي يرعاها الملك، والتي تروم أيضا جعل الفضاء السجني مدرسة للفرصة الثانية ووسطا لإعادة الإدماج والتعلم واكتساب الخبرات وتغيير نمط العيش.
وبهدف تحسين مستقبل وجودة عيش الأشخاص الذين سبق لهم خرق القانون، ترأس الملك، حفظه الله، مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تتعلق بإدماج السجناء في مجال الشغل.
وهكذا، تتعلق الاتفاقية الأولى بتطوير العرض الخاص بتكوين السجناء في مهن السيارات وإعادة إدماج المستفيدين في المؤسسات التابعة للجمعية المغربية لصناعة وتسويق السيارات.
وتروم هذه الاتفاقية تكوين وإعادة إدماج 500 مستفيد في السنة ابتداء من سنة 2016 وإلى غاية سنة 2020، أي 2500 مستفيدا طوال مدة العملية. ووقعها مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ومحمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والعربي بن الشيخ المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وحكيم عبد المومن رئيس الجمعية المغربية لصناعة وتسويق السيارات ومحمد الأزمي عضو مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء،
وتتعلق الاتفاقية الثانية بإعادة إدماج 50 سجينا سابقا من طرف مجموعة رونو، والذين استفادوا من برنامج إعادة الإدماج السوسيو- مهني الذي تم إعداده من قبل مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. ووقع هذه الوثيقة محمد الأزمي، ومارك ناصف المدير العام لمجموعة رونو المغرب.
وتهم الاتفاقية الثالثة إعادة إدماج 50 سجينا سابقا من طرف مجموعة "بي. إس. أ بوجو- سيتروين". ووقعها محمد الأزمي وريمي كابون ممثل مجموعة بوجو- سيتروين.
وبهذه المناسبة، سلم الملك، شيكات للدعم المالي وتجهيزات مختلفة لسجناء سابقين حاملين لمشاريع مدرة للدخل من جهة الدار البيضاء الكبرى.
كما أشرف الملك على تسليم شهادات لخريجين من السجناء الذين اجتازوا بنجاح امتحانات الباكالوريا، وسجناء خريجي سلك التكوين المهني والتعليم العالي.
وفي أعقاب ذلك، قام الملك محمد السادس بزيارة لعدة أجنحة من المؤسسة السجنية "عكاشة" بالدار البيضاء.