ويتقاطر على الواحة سياح من مختلف الجنسيات، خاصة الفرنسيين والألمان والبريطانيين والإيرلنديين، إلى جانب المغاربة، للاستجمام والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الهادئة وجمالية المناظر الخلابة وممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية وتناول وجبات محلية، يتقدمها الطاجين السوسي والكسكس وخبز « تفارنوت » والشاي المعد من المياه الطبيعية النقية التي تشق الواحة وسط أشجارها المثمرة المتنوعة.
وسميت الواحة بـ« تيوت » (اللغة الأمازيغية)، وتعني بالعربية « حدبة الجمل »، لكونها تتموقع بين ثلاثة تلال على شكل حدبة الجمل، وتمتد على مساحة تتجاوز 187 كيلومتر مربع، حيث يقودك زقاق طويل وسط المنازل المشيدة بطرق تقليدية إلى المنطقة التي لا يسمع فيها سوى خرير المياه وقهقهات الأسر التي اختارت المجيء إليها للاستمتاع بلحظات جميلة قد لا يكررها الزمن.
وتعتبر واحة « تيوت »، واحدة من أهم المراكز السياحية بجهة سوس-ماسة، إذ كانت لها مكانة خاصة كمركز للراحة والاستجمام عند أمراء السعديين، وما تزال المنطقة تحتضن العديد من المعالم التي تعود لعهد السعديين، أهمها الجامع الكبير الذي بناه السلطان محمد الشيخ السعدي، بدوار القصبة، علاوة على قصبتها التاريخية، التي يطلق عليها اسم « أكادير ابلان »، والتي تضم كل المرافق الضرورية من مخازن، قاعة للحكم، غرف سكنية لاستقبال الضيوف ومطفيات وسجن، حيث جعلها السعديون ملاذا لهم كلما اشتدت الشدائد، خاصة وهي القريبة من عاصمتهم تارودانت.
وأكدت مصادر محلية، في تصريحات متفرقة لـLe360، أن الواحة تمتد على مساحة 1000 هكتار منها 450 هكتارا، تخضع لعملية السقي، وتتوفر على ثروة مائية قادمة من العيون النابعة من الفرشة المائية المحلية، وتمتد إلى الحقول عبر سواقي جزء منها مبني بالإسمنت، ويحيط بالواحة من ثلاث جهات تلال، مع وفرة العديد من أشجار النخيل وأشجار الخروب والرمان والزيتون والأركان ونباتات أخرى متنوعة.
وأضافت المصادر ذاتها أن الواحة تعد مركزا لعب دورا هاما في السياسة والتجارة منذ عهد المرابطين والموحدين والسعديين، كما اعتبرت محطة للقوافل التجارية، كان يقصدها التجار من الصويرة ومراكش وفاس والنيجر، كما عرفت تعايشا بين المغاربة المسلمين واليهود، لا يعرف عددهم، إذ كانوا يستقرون بالملاح، فارتكز نشاطهم على الحرف النظيفة والتجارة كما مارسوها في باقي مناطق المغرب، ومن معالمها أيضا الرحى التقليدية المتواجدة بقلب الواحة، حيث كان عددها 10 مطاحن توقفت عن النشاط ولم تتبقَّ منها سوى واحدة.