الأمطار الأخيرة تنعش الفلاحة المغربية بعد سنوات من الجفاف

أمطار

أمطار

في 15/12/2024 على الساعة 15:44

شهد المغرب، خلال الأسابيع الأخيرة، تساقطات مطرية، بعد سنوات من الجفاف الذي أثر بشكل كبير على القطاع الفلاحي، والتي جاءت كمتنفس للفلاحين وسكان المناطق القروية، حيث من المتوقع أن تسهم بشكل كبير في إنعاش الموسم الفلاحي الحالي واستعادة التوازن البيئي في العديد من المناطق، وإنعاش آبار المياه الجوفية والسدود التي شهدت تراجعا ملحوظا في مستوياتها خلال السنوات الأخيرة.

وبهذا الخصوص أوضح رياض وحتيتا، خبير فلاحي، في تصريح هاتفي 360، أن هذه الأمطار تعتبر بمثابة دفعة قوية للقطاع الفلاحي، الذي يعتمد بشكل كبير على التساقطات المطرية، خاصة أن حوالي 85% من المساحة المزروعة في المغرب تعتمد على الزراعة البورية، خاصة وأنه، خلال السنوات الأخيرة، عانى المغرب من الجفاف، مما أثر سلبا على المحاصيل الزراعية، خصوصا الحبوب، وأدت إلى تراجع المخزون المائي وانخفاض الإنتاجية الزراعية، ما تسبب في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية.

وذكر وحتيتا بأن هذه الأمطار ساهمت في تحسين مستوى الرطوبة في التربة، خاصة وأن المغرب كان على وشك الدخول في المرحلة الأخطر، وهي مرحلة جفاف التربة، وأن هذه الأمطار تعزز من فرص إنجاح عمليات الزرع وتشجع الفلاحين على توسيع المساحات المزروعة، كما أنها رفعت منسوب السدود، ما سيدعم الزراعة المسقية ويضمن توفير المياه لري المحاصيل في المراحل الحرجة.

وبخصوص الزراعات المستفيدة من الأمطار، اعتبر وحتيتا أن الحبوب تعد من أكثر الزراعات التي استفادة من التساقطات المطرية، خاصة وأن توقيت الأمطار كان مثاليا لموسم الزرع، حيث سيساهم في إنبات جيد للمحاصيل وتحقيق إنتاجية مرتفعة إذا استمرت التساقطات في الأشهر المقبلة، كما أن الفلاحين استفادوا من دروس سنوات الجفاف الأولى، وأصبحوا يؤخرون عملية الزرع إلى حين نزول الأمطار الأولى التي تعتبر مهمة للأرض، حيث تصبح الأرض مثالية للزراعة وخاصة زراعة الحبوب.

وأشار وحتيتا إلى أن المناطق التي ستستفيذ بشكل مباشر من هذه الأمطار هي مناطق شمال المملكة، التي باتت تؤخر الزرع وتحصد في وقت متأخر، وهو ما يتيح لها الاستفاذة من الأمطار التي تهطل متأخرة، حيث باتت تساهم بشكل كبير في الإنتاج الوطني من الحبوب، عكس السنوات السابقة التي كانت كل من منطقة الشاوية وعبدة الأشهر في إنتاج الحبوب.

وأضاف المتحدث ذاته بأن هذه الأمطار تعتبر مهمة أيضا للبقوليات التي تحتاج إلى كميات جيدة من المياه في بداية موسمها، مردفا أن الأمطار الأخيرة وفرت الظروف المثلى لإنباتها بشكل طبيعي، إلى جانب الأشجار المثمرة التي ستساعدها هذه الأمطار في تحسين وضعيتها مثل الزيتون، اللوز، والحوامض، التي تأثرت بالجفاف في السنوات الماضية.

وذكر وحتيتا بأن الأمطار الأخيرة ستساهم في انتعاش ملحوظ للغطاء النباتي، مما سيخفف من معاناة مربي الماشية الذين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب نقص الأعلاف في السنوات الماضية.

وختم وحتيتا تصريحه قائلا إنه بالرغم من أن هذه الأمطار تبعث الأمل، إلا أن القطاع الفلاحي في المغرب ما زال يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتغيرات المناخية وعدم انتظام التساقطات، وأن هناك حاجة ملحة لتعزيز السياسات المائية وتحسين نظم الري واعتماد تقنيات الزراعة الذكية لمواجهة تقلبات الطقس مثل تأخير موسم الزرع، واعتماد الزراعة المباشرة.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 15/12/2024 على الساعة 15:44