تأتي قيمة هذه الندوة الدولية في كونها ترصد تحولات الهجرة بالبحر الأبيض المتوسط، على أساس أنّ هذا الفضاء البحري لعب دوراً مركزياً وأساسياً في الكتابة التاريخية. بالتالي، فإنّ إعادة التفكير في المتوسط من شأن أنْ يعيد لهذا الفضاء قيمته من الناحية التفكير وفق مستويات سياسياً واقتصادية وثقافية. فقد حظي هذا الفضاء بكتابات كثيرة تناولت بالدرس والتحليل المكانة الاعتبارية التي تنزلها المتوسط في تاريخ العالم. ويعتبر المؤرخ فرناند بروديل أحد أهم المؤرخين الذين كتبوا عن المتوسط وراكموا من خلاله منجزاً فكرياً أصيلاً، يعد اليوم أحد أهم المراجع الهامة في تاريخ البحر.
يشارك في هذه الندوة مجموعة من الباحثين من دول مختلفة وسيقدمون العديد من الدراسات التي يتقاطع فيها التاريخ بالاقتصاد والفنون، لكنها تلتقي حول ضفة البحر الأبيض المتوسط، وذلك من أجل تفكيك صورة هذا الفضاء وما يتمتع به من خصوصية وقيمة كبيرة تقدم للباحثين مجموعة من الأفكار والسياقات ذات الأثر الواضح اليوم في تاريخ الدول وعلاقاتها الخارجية. أما المووضعات التي سيتم التطرّق إليها فنجد: «المعرفة والحوار في البحر الأبيض المتوسط» و«التواريخ في حركة التاريخ» و«إضفاء الطابع المتوسطي على الكوني: من الدارالبيضاء إلى أطلنطا والعودة مرة أخرى» و«التاريخ والهوية وتشكيل تعليم الفنون الحرّة» و«المرآة في مفترق الطرق: التعليم والثقافة والتمكين الاقتصادي في الهجرة» وغيرها.