في هذا الحوار يكشف ساعف سيرة روايته الجديد « العودة إلى حلب » التي يعمل من خلالها على تفكيك سردية تاريخية وفق مقاربة أدبيّة تقوم على استرجاع أحوال جيل السبعينيات وما كان يشغله من أفكار ومواقف تجاه جيل السبعينيات. إذْ يحاول ساعف في هذه الرواية أنْ يُعبّر عن مواقفه الفكريّة انطلاقاً من الشكل الأدبي. فهي كتابة تغوص عميقاً في المجتمع وأحواله وتصدّعاته، كما أنّها تبني ميسمها الخاص الذي يمزج النظام المعرفي بالتحليل السياسي. إنّها كتابة مركّبة كما يُسمّيها عبد الله ساعف، وذلك لأنّ جنس الرواية يمنح الكاتب إمكانات مذهلة على مستوى التعبير وقُدرة على تحليل الأحداث وقول ما لا يستطيع الكاتب أنْ يقوله في عمل نظري مباشر. فهذا النمط من الكتابات الروائية أصبح يُطالعنا عند كوكبة من المفكّرين مثل عبد الإله بلقزيز وعبد الفتاح كيليطو وموليم العروسي وبنسالم حميش وغيرهم.
وعن سؤال واقع التعليم اليوم والتحوّلات التي بات يعرفها، يقول عبد الله ساعف، باعتباره وزيراً سابقاً للتربية والتعليم بين 1998 و2002 بأنّ التعليم المغربي في تطوّر، إذْ ليس هناك أيّ واقع سوداوي كما يُروّج له البعض، فهو يؤمن أنّ عملية الإصلاح لا تتمّ بطريقة مباشرة وآنية، لكونها تحتاج دائماً إلى وقت طويل لتستقرّ المناهج والمفاهيم وتعطي مفعولها وتأثيرها على المتعلمين. كما يعتبر مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بالرباط أنّ هذه الإصلاحات ينبغي أنْ تكون صبورة ولا تنفي التي قبلها، وذلك لأنّ الماضي لا يكون دائماً سيئاً، بقدر ما يتوفّر على العديد من المعطيات المُفيدة والإيجابية التي تصلح للواقع التعليمي اليوم.