ينتمي عبد الله الهيطوط إلى فئة قليلة من الفنانين الذين استطاعوا أنْ يخطّوا لهم مساراً مغايراً داخل التشكيل المعاصر. فهو من التجارب الجديدة التي تُقدّم مجموعة من الأعمال الفنّية التي تمزج في تضاريسها بين التفكير في الجسد ومثالبه وبين البعد التقني الأصيل الذي يُبلوره الفنان من خلال المادة ورحابة اللون. إنّنا هنا أمام أعمال لا تحاول تصوير الواقع، بقدر ما تعمل بطريقة تجريدية على القبض عن المنسي واللامفكّر فيه داخل الذات والواقع.
ولد عبد االله الهيطوط بلالة ميمونة بمنطقة القنيطرة، ويعيش ويدرّس بمدينة سلا، حول أعماله قال أوليفييه راشيه: " تتميز أعمال عبد الله الهيطوط بحرية تعبيرية أصبحت مع مرور السنين أكثر هدوءً واستبطانًا للذاكرة. من خلال تفاعل تأثيرات التراكب والشفافية. أعمال على القماش أو الورق تتضمن اقتراحا تعبيرياً يسمح لأشياء أو عناصر مختلفة من الطبيعة بالظهور على حوامل يتم الكشف عنها مثل صورة فوتوغرافية سلبية.
وحسب راشيه « تشهد هذه الذكريات المرتبطة غالبا بعالم الطفولة الذي قضاه الرسام في مسقط راسه بلالة ميمونة بمنطقة القنيطرة، على العمل الاستبطاني وشغف الرسم. فهو لا يتردد في تنويع الاشكال (القياسات) والدعامات (الكرتون والورق وما إلى ذلك) أو استخدام الكولاج أو اللعب بالتناقضات بين العتمة والشفافية. وكما هو الحال في التحليل النفسي الذي كان مهتمًا به، فإن الباطن دائمًا ما يصطدم بالظاهر وذلك في جدلية المحو والظهور « .
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا