في أغنية « قولي متى » حرص لمجرّد ولأوّل مرّة بمعيّة النجمتين الهنديتين شريا غوشال وجينيفير وينجت، أنْ تكون الموسيقى الهندية أفقاً جمالياً بالنسبة له. ذلك إنّ هذه الأغنية تتميّز بنوعٍ من التجريب الفني الذي يعطي للشكل قيمة فنية. غير أنّ الاهتمام بالشكل الموسيقى عند لمجرّد، لا يقف عند هذا الحدّ، بقدر ما يكتسح الموضوع نفسه الذي يأخذ معالجة جمالية تجديدية على مستوى الفيديو كليب. وقد نجحت الهندية شريا غوشال في خلق نوع من التماهي الصوتي مع سعد لمجرّد، سيما وأنّ شريا تُعدّ أحد أجمل الأصوات النسوية داخل الأغنية الهندية والحريصة دائماً على الاشتغال مع كبار المخرجين السينمائيين في الهند، انطلاقاً من أغانٍ هندية استطاعت التأثير في بنية العمل السينمائي.
وقد كان هذا التماهي بين شريا ولمجرّد أحد العوامل الأساسية في نجاح الأغنية الأولى. خاصّة وأنّ سعد لمجرّد لم يعمل بسذاجة على استغلال الإيقاع الموسيقي الشعبي الهندي الشهير والذي استطاع على مدار سنوات طويلة، أنْ تكون له علاقة خاصّة مع المُستمتع المغربي، بل إنّ لمجرّد حقق تواشجاً جمالياً على مستوى الأداء وجعل شعريّة الكلمة ترتقي بجمالها إلى رحابة الإيقاع الموسيقي.
منذ الوهلة الأولى التي طرح فيها المغنّي سعد لمجرّد أغنيته الجديدة « هما دول » مع المغنية الهندية نيتي موهان، تصدّر الفيديو كليب قائمة أكثر الأعمال الغنائية مشاهدة في العالم. وهو نجاحٌ كان نوعاً ما مضموناً بعد نجاح الكليب الأوّل، ذلك إنّ « لمعلم » يعمل في كليباته المشتركة على استقطاب أهم صنّاع الغناء الهندي من التجارب الجديدة التي برزت أغانيهم من خلال أفلام سينمائية شهيرة. والحقّ أنّ قيمة لمجرّد على مستوى الأداء تبدو واضحة بالنسبة للمُستمع، إذْ يُضيف لمجرّد بصوته لمسة جماليّة يستطيع من خلالها التماهي مع الصوت النسوي.
إذا حاولنا القيام بمُقارنة بين « قولي متى » و »هوما دول » سنجد أنّ وجه التشابه يبدو كبيراً على مستوى الصورة، إذْ عمل الثنائي الهندي أكام مان وعزيم مان في خلق تماهٍ بصري بين الأغنيتين. بحيث تبدو صُوَر الفيديو كليب وكأنّها مَشاهد مقتطفة من فيلمٍ سينمائي. إذْ يُؤدّي لمجرّد دور حبيب يهرب مع أميرةٍ ساحرة الجمال. وتتّخذ صور الكليب دينامية كبيرة في الأداء تقوم على تجسيد بعض المَشاهد البطولية التي يبذل فيها لمجرّد مجهوداً كبيراً في الحركة والرقص.