يعد الكبيري من الوجوه الروائية دائمة الاشتغال على أعمالها الأدبية، ذلك إنّ نصوصه تنسج علاقة خاصة مع القارئ، بحكم ما تتميّز به من قوّة على مستوى الاشتغال على بنية النص وعلى طرح قضايا وإشكالات ذات صلة بالمجتمع، فهو يُعيدها صناعتها وإنتاجها داخل قالب روائي يمتزج فيه الواقع بالتخييل. خاصّة وأنّ الرواية وبسبب عمقها الفكري قادرة أكثر من الشعر والقصة على ملامسة الجسد البشري وفيزيونومية المجتمع، بحكم شكلها وتعدد عناصرها الأدبية من فضاء وحكي وسرد. هذا الأمر، يعطي للرواية في أنْ تكون في نظر العديد من المبدعين الجنس الأكثر قوة في التعبير عن مآزق وتصدّعات المجتمع. ولأنّ الرواية أصبحت الآن ذات حظوة رمزية عند المؤسسات الثقافية نجد الكثير من المبدعين وقد هاجروا إلى الرواية ومتخيّلها، في حين أنّ ما يشغل الكبيري في أعماله الرواية ليس الرواية نفسها وإنّما ما يُتيحه له هذا الجنس الأدبي مقارنة بأجناس أخرى على مستوى التخييل.
يقول صاحب « مصابيح مطفأة » « أعرف يا صديقتي أني لن أعيش مائة سنة، ولا يهمني أنْ أعيشها. وقد أموت كباقي خلق الله في أية لحظة، وبأي سبب. لكن قبل ذلك ولو على سبيل الخيال، لا بأس أن أحلم وأعيش داخل جلباب بطل روايتي في مغرب آخر، مغرب أكثر جمالاً، عدلاً، رفاهية، ديمقراطية وحرية. لا أتعثر فيه بمواطن واحد يتسوّل أو يمسح الأحذية أو يفكّر في الهجرة ».