في هذا المهرجان الذي سيتم فيه تكريم كل من صلاح الوديع وحورية الخمليشي، يعطي المهرجان فسحة كبيرة ليتنفس الشعر، أمام ما أصبح يعانيه الواقع الثقافي من تصدّع على مستوى الاهتمام بهذا الجنس الأدبي الذي يتراجع بشكل يومي على مستوى النشر والتوزيع. لذلك فإنّ إقامة مهرجانات حول الشعر بإمكانها أنْ تعطي قيمة كبيرة لهذا الجنس الإبداعي المثير والذي ما يزال يحظى بقيمته وجمالياته داخل التربة الغربية، طالما أنّ الثقافة الغربية تتعامل معه على أساس أنّه جنس أدبي كباقي الأجناس الأدبية الأخرى. كما أنّ اختيار معن وحاجي نابعٌ من قناعة إدارة المهرجان بما يمثلانه على صعيد الأغنية التراثية وقدرتها من خلال الأداء على النزوع بهذا النمط الغنائي أنْ يجد لنفسه مكانة مركزية داخل واقع لا يعترف إلاّ بالأغنية الترفيهية.
في هذا المهرجان يستعيد الشعر معالمه وجمالياته باعتباره أحد أهم الأشكال التعبيرية وأكثرها صفاءً من ناحية اللغة وميكانيزمات التعبير. سيما وأنّ دار الشعر بمدينة تطوان قد دأبت على تنظيم العديد من اللقاءات التي تحتفي بالشعر والشعراء وتعطيهم مكانتهم التي يستحقونها في عالم الثقافة والرأسمال الرمزي ككل من ناحية التداول والانتشار.