الصومعة الحجرية بفجيج.. شاهد على التراث ومعمار يروي عبق الماضي

الصومعة الحجرية بفجيج

في 08/01/2025 على الساعة 15:34

فيديوفي قلب مدينة فجيج الواقعة شرق المغرب، تقف الصومعة الحجرية شامخة بشموخ تاريخها وهندستها الفريدة. هذه التحفة المعمارية، المشيدة في قصر الوداغير، ليست مجرد مئذنة، بل هي رمز حي يعكس عبقرية الإنسان في التكيف مع بيئته، ويجسد روح الحضارة الإسلامية في المنطقة.

بارتفاع يصل إلى حوالي 19 مترا، تتكون الصومعة من قاعدة مربعة متينة تتحول تدريجيا إلى شكل ثماني عند الارتفاع، مما يضفي عليها شكلا هندسيا فريدا. تم تشييدها بالكامل من الحجر المحلي، ممزوجا بالطين والجير، مما يمنحها مظهرا أصيلا ومتانة نادرة، بينما تتزين جوانبها بنقوش بسيطة وزخارف هندسية متناغمة مع الطابع العمراني المحلي.

رمزية روحية ودينية

تمثل الصومعة الحجرية رمزية دينية عميقة لسكان المنطقة، إذ كانت منارة للذكر ومكانا للصلاة والاحتفال بالمناسبات الدينية. لعبت دورا بارزا في الحفاظ على التعاليم الإسلامية، مما يجعلها جزءا أساسيا من الذاكرة الجماعية لساكنة فجيج.

وظيفة تاريخية متعددة الأبعاد

لم تكن الصومعة مجرد مكان للعبادة، بل أيضا برجا للمراقبة لحماية المدينة من الغزاة، مما يبرز دورها في تاريخ المنطقة العريق. وبحسب الباحث الطيب الجابري، فإن تاريخ بنائها يعود إلى القرن الخامس الهجري، وتم تطويرها على مرحلتين امتدت لعقود، ما جعلها تحفة معمارية مميزة تختلف عن باقي الصوامع بالمملكة.

إرث حضاري تحت التهديد

رغم قيمتها التاريخية، تعاني الصومعة وبعض المعالم الأثرية الأخرى بالمنطقة من خطر التصدع والإهمال. ومن أبرز هذه المواقع، مسجد الحمام التحتاني الذي يفوق عمره تسعة قرون ويعد من أقدم مساجد المنطقة. يدعو المهتمون إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث وصيانته ليبقى شاهدا على التاريخ ومصدر إلهام للأجيال القادمة.

جوهرة معمارية تجذب الزوار

إلى جانب الصومعة، تزخر فجيج بمعالم مميزة مثل الحمامات الباطنية، والأزقة الفريدة المتنوعة بين المكشوفة والمغطاة، والتي تعكس أسلوب الحياة التقليدي لسكان المنطقة. هذه العناصر تجعل فجيج وجهة مفضلة للباحثين والزوار الراغبين في استكشاف عراقة التاريخ المغربي.

الصومعة الحجرية بفجيج ليست مجرد مئذنة بل ذاكرة حية تجمع بين القيم الروحية والرمزية التاريخية، وهي معلم يستحق المزيد من الاهتمام والترويج كجزء من الهوية الثقافية والمعمارية المغربية الأصيلة.

تحرير من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء
في 08/01/2025 على الساعة 15:34