وستعرف الندوة مشاركة العديد من الباحثين والنقاد المغاربة من أجل تثمين التجربة الروائية لمبارك ربيع وتشريحها على ضوء المُستجدات التي طالت مفهوم النقد المعاصر. ذلك إنّ المعاصرة في النقد تقتضي الغوص عميقاً في بنية المتون الروائية والدفع بها في تخوم الفكر، حتّى يخرج النقد الأدبي المغربي من طابع الوصف والحكي والتفسير الذي طبع مساره منذ سبعينيات القرن العشرين، رغم الدور البارز الذي لعبه جيل السبعينيات في استنطاق النصوص الأدبيّة، كون أنّ الكثير من الأسماء النقديّة درست خارج المغرب واستطاعت أنْ تُحصّن كتاباتها بمفاهيم فكريّة وقضايا نظريّة أدبيّة جعلتها تُقدّم جديداً يُعوّل عليه داخل المشهد النقدي المغربي.
لهذا فقد غدت « المعاصرة » تفرض نسقاً مغايراً في تحليل النصوص الروائية، على خلفية ما تتميّز به المُمارسة النقديّة الجديدة من قُدرةٍ على الغوص في النصوص والكشف عن ملامحها وجماليّاتها، لا من أجل التعريف بها وبعوالمها المُتخيّلة، وإنّما لتفكيكها وجعلها تتنزّل منزلة رفيعة داخل خصوصية الأدب المغربي المعاصر. سيما حين يتعلّق الأمر بتجربة روائي في حجن مبارك ربيع الذائعة الصيت داخل المشهد الروائي المغربي، انطلاقاً ممّا قدّمه من نصوصٍ قصصيةٍ وروائية مثل: «سيدنا قدر »(1969) و«دم ودخان»(1975) و «الريح الشتوية» (1977) و«درب السلطان» وغيرها من المؤلّفات الأدبيّة التي وسمت تجربة مبارك ربيع وجعلته بعض رواياته ضمن أفضل الروايات في تاريخ الرواية العربيّة.
جدير بالذكر، أنّ اختيار الجامعة لندوتها بعنوان «فضاء فاس والمكان الروائي في السرديّة المغربيّة» يعود إلى المكانة التي يحتلّها مفهوم الفضاء في كتابات مبارك ربيع، باعتباره عنصراً فنياً مُركّباً ومُكوّناً جمالياً هامّاً في بنية مشروعه الروائي.