حسب الكتاب فإنّه «لما كتب بيار أبيلار أو بيتروس أبيلاردوس كما سمّاه معاصروه من ذوي الثقافة اللاتينية، ما نزل به من مصائب في شكل سيرة ذاتية أطلق صرخة قوية كأنّها ذبذبة تتجاوز الزمن، لتشمل أمثاله من الأقدمين والمحدثين على السواء. فقد جلب الفهم الوفير بلاء كبيراً للذين عاشوا من قبله في العصور القديمة وفي زمنه خلال القرون الوسطى، وحتى أولئك الذين جاؤوا من بعده في الأزمنة الحديثة وذلك بالعلاقة مع ما يحصل بين الأقران أو في سياق التوترات التي عادة ما كانت تنشب بينهم وبين الحاكمين أو القائمين على الدين والأمثلة على ذلك كثيرة، بداءً من سقراط ومروراً بسيجر البربانتي وغاليليه وسبينوزا وديدرو وغيرهم أو حتى في شكل إصابة بالجنون كما وقع لفريدريك نيتشه».
وقد عاش الفيلسوف «بيار أبيلار حياة فوق العادة، امتزج فيها الحس النقدي المناهض لما كان يروج من أفكار في أوساط رجال الدين، والمدرسين والدارسين بالمأساة الاجتماعية التي تمثلت في علاقته الغرامية السرية بفتاة متعلمة من طبقة النبلاء التي جلبت له غضب أسرتها التي اعتدت عليه وأخصته وسلبت منه رجولته. كان فيلسوفاً كبيراً ومدرساً بارعاً للمنطق والجدل واللاهوت في مدارس باريس، حيث بلور فلسفة إدراكية ونقدية في كتبه مثل « رسالة في الإدراك » و »نعم ولا » و »اعرف نفسك بنفسك ». وتآليف أخرى أثارت غضب الكنيسة التي أدانتها في مجاميع دينية وأحرقتها، وحكمت عليه باعتزال التأليف والتدريس وبالانعزال في دير سان دونيس بضواحي باريس».