يقول خريج مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء le360 "أنّ المدرسة تُعلّمك كيف تعيش وليس كما ترسم، لأنّ هذه الأخير مُتاحٍ بشكلٍ يومي داخل مدينة مثل الدارالبيضاء تُعلّمك كلّ شيءٍ، هذا إضافة إلى مجموعة من الأساتذة الذين يُعرّفونك جيداً عن المدينة ويُقربونك إلى أسرارها بالنسبة لك كفنّان قادم من مدينة صغيرة حتّى يُساعدك ذلك على تأصيل تجربتك الفنّية.
وعن سؤال ما إذا كان ليونس ميلود أيّ وعي مُسبق بأهميّة مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء والمسار الجمالي الذي قطعته منذ السبعينيات، فيقول " أنّه لم يكُن يعرف بوجود كلّ هؤلاء الفنّانين الكبار الذين أسّسوا المدرسة. لكنْ خلال عملية الاكتشاف يُعطيك ذلك إحساساً كبيراً بأهميّتك كفنّان واعد والفضاء الذي به تدرس وأيضاً برؤية فنّية جديدة حول مسار الفنون التشكيليّة المغربيّة، وما يُمكن أنْ تُضيفه كفنّان".
يُتابع " ورغم عشقي للفنّ التشكيلي، فقد تخصصت في المدرسة، بل تخصصت في التصميم الداخلي، باعتباره المجال الوحيد الذي كُنت أشعر بنقصٍ فيه، فتعلمت من الكثير من الأشياء التي ساعدتني لاحقاً على إغناء مساري الفنّي". أمّا بالنسبة لفكرة "كاسيطا" فيرى أنّها ظلّت تُلاحقه منذ مرحلة الطفولة، حين كان يشتغل مع خاله في الأستوديو بمدينة وجدة، حيث بدأت الفكرة تتشكّل بشكلٍ أقوى حتّى مرحلة التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة خلال ورشة "روسيكلاج" حيث استطاع الرجوع إلى خزّان الذاكرة وإعادة الاشتغال على الفكرة بطريقة تبدو فنّية ومُبتكرة وتخدم الورشة التي كان يشتغل داخلها، فكان الفنّانون المغاربة يُشكّلون له أفقاً للتخييل البصري من خلال استعادة رموزٍ من الذاكرة المغربيّة وتطويعها داخل سند اللوحة المسندية، باستخدام ألوانٍ مُذهلة.
ورغم اندهاشه من سؤال تأرجح تجربته بين التشكيل والغرافيك، فيقول أنّ إلى جانب التشكيل يعمل في مجال الغرافيك مع شركات من خلال التصميم وجماليّاته. لذلك يرى أنّ سبب تلك اللمسة الموجودة في أعمالي التشكيليّة راجعة إلى عملي في الغرافيك وبشكلٍ يوميّ، سواء من خلال الضربة أو حدّة الألوان وأيضاً في القوالب والأشكال.
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط