الكتاب الأمازيغي: تراكم لا بأس به رغم صعوبة التوزيع والنشر

DR

في 31/01/2021 على الساعة 13:00

كونه أحد تمظهرات تدوين ثقافة شفوية بالأساس، يعاني الكتاب الأمازيغي من ندرة داخل الساحة الثقافية، وذلك رغم المجهودات المبذولة لتدارك هذا النقص من طرف الجهات المعنية (المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وزارة الثقافة، ...)

فعين المرء لا تخطئ لدى ولوج المكتبات المغربية، حيث تظهر فعلا ندرة الكتب الأمازيغية وقلتها، وهذا رغم الأشواط الكبيرة التي قطعها مسلسل النهوض بالكتاب الأمازيغي.

أبرز هذه الأشواط كان الخطاب الملكي السامي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وقد شكلا حدثين مفصليين في النهوض بالثقافة الأمازيغية التي يعتبر الكتاب الأمازيغي دعامة لنشرها.

و منذ إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2001، شهدت حركة الإنتاج الأدبي والكتابة باللغة الأمازيغية تطورا ملحوظا، بفضل منشورات المعهد، وكذا الإجراءات التحفيزية التي يقوم بها لتشجيع المبدعين الشباب، والتي تعد رهانا أساسيا لإنجاح مشاريع مهمة، عن طريق التعاقد وطبع الكتاب الأول للكتاب الذين لم يسبق لهم أن نشروا إنتاجاتهم الإبداعية والعلمية.

كما قامت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة، بتوسيع أصناف جائزة المغرب للكتاب لتشمل ولأول مرة الإبداعات الأدبية الأمازيغية. وفضلا عن ذلك، أصدرت الوزارة العدد 100 من مجلة المناهل تحت عنوان: "لمحات من الرصيد الأمازيغي المكتوب".

إن دخول الأمازيغية إلى ميادين التعليم والصحافة والترجمة وغيرها، كفيل بإعطاء دفعة كبيرة لازدهار وتطوير الكتاب الأمازيغي، خصوصا وأنه بات يتوفر على رصيد تاريخي لا بأس به.

وفي هذا الصدد، تقول خديجة عزيز، مسؤولة التواصل بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في كتابها: "جوانب من الثقافة الأمازيغية المعاصرة"، إن انطلاقة الكتاب الأمازيغي جاءت مع خطوة تدوين الموروث الشعري منه خاصة، حيث صدر ديوان "أمانار" الذي ضم منتخبات من روائع الشعر التقليدي الأمازيغي، جمعها الإعلامي الأمازيغي الكبير الراحل أحمد أمزال.

وخلال حقبة التسعينيات، تضيف عزيز، عرف الكتاب الأمازيغي قفزة نوعية حيث تزايد عدد الإصدارات الإبداعية، وكذا الدراسات التي كانت باللغتين العربية والفرنسية، كما تطورت بشكل كبير أساليب إبداعية في الأمازيغية لتشمل أجناسا أدبية أخرى كالرواية والقصة القصيرة وغيرها، ليحقق الكتاب الأمازيغي بذلك تراكما مهما في الساحة الوطنية خصوصا عند انتعاش الترجمة من لغات أخرى الى الأمازيغية.

ومع ذلك، مازال الكتاب الأمازيغي، وهو الناقل للثقافة الأمازيغية وأحد دعاماتها، يواجه مشاكل في التوزيع والنشر. ولذلك فإن مختلف الجهود المبذولة من طرف الجهات المعنية من شأنها إخراج الكتاب الأمازيغي مما يعيشه من أزمة بغية تدارك النقص الحاصل، حتى يتبوأ مكانته على رفوف الخزانات والمكتبات المغربية.

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 31/01/2021 على الساعة 13:00