مرض نيوكاسل يفتك بالدواجن.. فهل يشكل تهديدا للبشر؟

دواجن بإحدى الضيعات الفلاحية

دواجن بإحدى الضيعات الفلاحية (صورة تعبيرية)

في 16/05/2025 على الساعة 11:35

عاد الحديث مجددا حول مرض «نيوكاسل» الذي يصيب الدواجن، بعد تقارير إعلامية متداولة تشير إلى قرار صيني مفترض يقضي بتعليق استيراد منتجات الدواجن من جهة الرباط–سلا–القنيطرة، بدعوى تسجيل بؤرة للمرض في المنطقة. وبينما نفت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب وجود أية صادرات مغربية للدواجن نحو الصين، طفت إلى السطح تساؤلات حول خطورة هذا المرض، خاصة إمكانية انتقاله إلى البشر.

نفت الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بشكل قاطع الأنباء المتداولة بشأن نية الصين فرض حظر مؤقت على استيراد الدواجن من المغرب، على خلفية ما قيل عن ظهور بؤرة لمرض « نيوكاسل » بجهة الرباط - سلا - القنيطرة.

وأكدت الفيدرالية، في بيان رسمي، عدم وجود أي اتفاق صحيًّ يربط المغرب بجمهورية الصين الشعبية لتصدير منتجات الدواجن، وبالتالي لم تُسجل أي شحنة صادرات باتجاه السوق الصينية، ما يجعل الحديث عن « تعليق استيراد » من طرف بكين محض شائعات لا تستند إلى أي أساس واقعي.

وأضافت الفيدرالية أن المنتجات الداجنة المغربية الموجهة للاستهلاك الوطني سليمة تماما وخاضعة لمراقبة صحية صارمة.

وضعية الدواجن في المغرب

في وقت تفرض فيه بعض الدول حظرا على استيراد الدواجن من بلدان أخرى بسبب تفشي مرض نيوكاسل، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا، تؤكد البيانات الرسمية أن المغرب لم يسجل أية حالة نشطة للمرض في الأشهر الأخيرة.

وأقرت الفيدرالية بظهور بؤرة معزولة لمرض نيوكاسل في فبراير 2024، إلى أنها شددت على أن السلطات البيطرية تدخلت فورا لاحتوائها ومعالجتها وفق البروتوكولات الصحية المعتمدة، مؤكدة عدم تسجيل أية حالات جديدة منذ ذلك الحين.

وبحسب المصدر ذاته فإن قطاع الدواجن في المغرب يخضع لمراقبة صحية صارمة تشمل التلقيح المنتظم، التفتيش البيطري، والإجراءات الوقائية على مستوى جميع مراحل سلسلة الإنتاج، بتنسيق دائم مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA).

من جهته، استنكر رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن بالمغرب، المنتصر مصطفى، الزج باسم المغرب في ما وصفه بـ« قرارات وهمية« ، مشددا على أن المغرب لا يصدر الدواجن نحو الصين نهائيا.

وأوضح أن صادرات المملكة تقتصر على بيض التفقيس وبعض أعضاء الدجاج، خصوصا نحو إفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى الإمارات والسعودية.

ما هو مرض نيوكاسل؟

يُعد مرض نيوكاسل من الأمراض الفيروسية الشديدة العدوى التي تصيب الطيور، ويشكل مصدر قلق كبير للمربين والمهنيين في قطاع الدواجن بسبب خسائره الاقتصادية.

ووفقا للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، فإن مرض نيوكاسل ينتقل بين الطيور بسهولة، خاصةً في المزارع التي لا تلتزم بإجراءات السلامة البيولوجية، وقد يصيب الدواجن المنزلية والبرية على حد سواء.

ومن أبرز أعراضه: فقدان الشهية، انخفاض حاد في إنتاج البيض، صعوبات تنفسية، إسهال أخضر، علامات عصبية، وأحيانا نفوق الطيور خلال يومين من الإصابة.

هل ينتقل المرض إلى البشر؟

بالرغم من خطورته على الدواجن، تؤكد المنظمة العالمية لصحة الحيوان أن المرض لا يشكل تهديدا جديا للبشر، حيث يعد داء حيواني المنشأ يمكن أن ينتقل إلى الإنسان بشكل محدود، مسببا التهابا خفيفا في الملتحمة أو أعراضا شبيهة بالإنفلونزا، كالسعال والصداع والتعب، وغالبا ما تزول هذه الأعراض تلقائيا دون تدخل طبي.

يُذكر أن مرض نيوكاسل يُسجل بصفة دورية في العديد من الدول، بما في ذلك الدول الرائدة في قطاع الدواجن. وفي مقابل الحديث عن حالة سابقة في المغرب خلال شهر فبراير 2024، توثق المنظمة العالمية للصحة الحيوانية انتشار أمراض أكثر خطورة في بلدان أخرى، مثل الجمرة الخبيثة في الكونغو، وداء الكلب في مليلية المحتلة، وإنفلونزا الطيور في النيجر والطوغو، دون أن تصدر قرارات تجارية مماثلة بحق تلك الدول.

ورغم حساسية مرض نيوكاسل وتأثيره على الدواجن، تبقى لحوم الدواجن والبيض المغربي سليمة وصالحة للاستهلاك بحسب الفيدرالية البيمهنية للدواجن، شريطة اقتنائها من مصادر موثوقة وخاضعة للمراقبة الصحية.

وفي ظل انتشار الشائعات، تؤكد الهيئات المهنية التزامها بالشفافية ومتابعة الوضع عن كثب، داعية المواطنين إلى الاطمئنان، ومشددة على أهمية عدم الانسياق وراء الأخبار غير الدقيقة التي قد تضر بمصداقية أحد أهم القطاعات الغذائية في البلاد.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 16/05/2025 على الساعة 11:35