في مشاهد يغلب عليها الحزن والذهول، تحدث عدد من المصابين الناجين من انهيار المبنى السكني بحي الحسني بمدينة فاس، في تصريحات لـLe360، عن اللحظات العصيبة التي عاشوها ليلة الحادث، حيث تحولت دقائق معدودة إلى كابوس مأساوي لن يُمحى من ذاكرتهم.
قال إدريس الوكيلي، وهو أحد الناجين من الحادث بعدما تم انتشاله من تحت الأنقاض: « كنا مجتمعين كعائلة، وكل شيء كان طبيعيًا، فجأة سمعنا صوتًا يشبه الانفجار، ثم بدأت الأرض تهتز والجدران تنهار فوق رؤوسنا.. ».
زوجته التي نُقلت هي الأخرى إلى المستشفى عقب الحادث، تمكنت من النجاة بعدما ظلت تحت الأنقاض، لكنها لا تزال تعاني من إصابات جسدية متعددة، قالت: « أحمد الله أننا ما زلنا على قيد الحياة، لكن جسدي يؤلمني بالكامل… سقطت تحت الركام ولم أكن أعلم إن كنت سأخرج منه حية ».
شهادات مؤثرة تُجسّد حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الانهيار، وتزيد من الضغط على السلطات للكشف عن أسباب الحادث، واتخاذ تدابير عاجلة لحماية أرواح السكان في المباني القديمة والآيلة للسقوط.
إقرأ أيضا : بالصور والفيديو: شهود يروون تفاصيل فاجعة انهيار عمارة بفاس
وفي سياق متصل، أكد الدكتور رشيد احموتن، مدير المستشفى الجهوي الغساني بفاس، أن المستشفى استقبل ليلة الخميس الجمعة ثماني إصابات إثر حادث انهيار مبنى سكني مكون من خمسة طوابق بحي الحسني بن دباب، التابع لمقاطعة المرينيين.
وأوضح احموتن، في تصريح لموقع Le360، أن من بين الحالات الوافدة توجد ثلاث حالات مستقرة، في حين تخضع أربع حالات أخرى لفحوصات طبية تكميلية، مرجحًا أن تكون غير مقلقة بفضل سرعة التدخلات الطبية والتمريضية والإدارية التي رافقت الحادث.
وأضاف المسؤول ذاته أنه « الحمد لله، لم تُسجّل أي حالات اختناق، بفضل التدخل السريع لفرق الوقاية المدنية التي وصلت إلى عين المكان في وقت وجيز، وكذلك بفضل سرعة استقبال المصابين بالمستشفى »، مشيرًا في المقابل إلى أن ثمانية أشخاص لقوا مصرعهم في مستشفى الغساني، فيما توفيت حالة أخرى بمستشفى ابن الخطيب ليرتفع عدد الوفيات إلى تسع أشخاص.
وفي ما يخص الضحايا الذين قضوا في هذا الحادث، أوضح الدكتور احموتن أن من بينهم رجلين، ثلاث نساء، وأربعة أطفال بينهم فتاتان، بينما تتنوع الإصابات المسجلة بين كسور خفيفة وجروح سطحية، ويخضع المصابون حاليا للمراقبة السريرية إلى حين استكمال الفحوصات اللازمة.
وحسب سلطات فاس فإن البناية المنهارة كانت ضمن قائمة المباني المصنفة كمباني آيلة للسقوط وكانت موضوع أوامر سابقة بالإخلاء موجهة للأشخاص الذين يقطنون بها.