احتفالات هستيرية للسوريين المقيمين بالمغرب بعد سقوط نظام بشار الأسد: فرحة عارمة وشكر خاص للملك محمد السادس

احتفالات هستيرية للسوريين المقيمين بالمغرب بعد سقوط نظام بشار الأسد

في 10/12/2024 على الساعة 12:23

فيديوشهدت منطقة عين الدياب بمدينة الدار البيضاء، مساء الاثنين 9 دجنبر 2024، أجواء استثنائية من الفرح والاحتفال، حيث خرج السوريون المقيمون في المغرب في مسيرات عفوية عقب إعلان سقوط نظام بشار الأسد الديكتاتوري. وقد وثقت مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات الفرح الهستيرية، حيث صدحت أصوات الهتافات، ورفرفت الأعلام، في مشاهد مليئة بالمشاعر الجياشة.

وجه السوريون المقيمون بالمغرب كلمات شكر إلى الملك محمد السادس والشعب المغربي، حيث عبروا عن تقديرهم الكبير للمواقف الإنسانية، التي أبدتها المملكة المغربية تجاه محنة الشعب السوري منذ اندلاع الأزمة.

وفي مقطع مؤثر، ظهر مواطن سوري يصف الملك محمد السادس بـ »الملك الوحيد » و »القائد الوحيد » الذي وقف إلى جانب السوريين في محنتهم. وأعرب عن فخره بكون الملك محمد السادس أول رئيس يبارك سقوط « الطاغية »، كما عبر عن ولائه العاطفي بقوله: « نحبك ونموت عليك ».

وقد لقي هذا التصريح تفاعلا واسعا على المنصات الرقمية، حيث أعاد الكثيرون مشاركة المقطع مع عبارات الثناء والإشادة بموقف الملك والشعب المغربي.

احتفالات في الداخل والخارج

لم تقتصر مظاهر الاحتفال على مدينة الدار البيضاء، بل شهدت بعض العواصم الأوروبية، حيث تقيم الجالية السورية مع شقيقتها المغربية، أجواء مماثلة. وخرج السوريون إلى الشوارع رافعين الأعلام السورية والمغربية، في صورة عكست أواصر الأخوة بين الجاليتين.

وأفادت مقاطع مصورة من باريس، أمستردام، وبرلين بظهور مسيرات عفوية، حيث رفع السوريون شعارات الشكر للمغاربة، معبرين عن امتنانهم لكل من دعم قضيتهم.

وشدد أحد المشاركين في الاحتفالات على أهمية الحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار، متمنيا للشعب المغربي دوام السلم والأمان.

سقوط رموز النظام وبداية جديدة

على صعيد مواز، تزامنت احتفالات السوريين في المغرب وأوروبا مع مشاهد غير مسبوقة من الفرح في الداخل السوري. فقد شهدت شوارع العاصمة دمشق والمدن الكبرى مثل حلب، حمص، وحماه مسيرات شعبية ضخمة، رافقها إطلاق كثيف للرصاص في الهواء تعبيرا عن البهجة بسقوط النظام.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت آلاف المواطنين السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين وسط دمشق، وهي الساحة التي كانت في يوم من الأيام مسرحا للخطابات الرسمية، لتتحول اليوم إلى ميدان يعج بالهتافات وأغاني الفرح.

المشهد الأبرز تمثل في إسقاط تماثيل حافظ الأسد وبشار الأسد التي كانت منتشرة في الدوارات والميادين العامة. وقد وثقت فيديوهات من دمشق وحلب لحظات إسقاط هذه التماثيل، حيث تجمهر المواطنون حولها وقاموا بتكسيرها وسط أجواء من الابتهاج العارم.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي

تفاعل المغاربة بشكل واسع مع مشاهد احتفالات السوريين في المغرب، حيث عبر الكثيرون عن تضامنهم مع الشعب السوري الشقيق في هذه اللحظة التاريخية.

وتداول نشطاء مغاربة عبر منصات «تويتر» و«فيسبوك» مقاطع الفيديو الموثقة للاحتفالات، وأرفقوها بعبارات مثل «الشعب السوري يستحق الفرح» و «هنيئا للسوريين بحريتهم».

من جهة أخرى، اعتبر مغاربة كثر أن إشادة السوريين بالملك محمد السادس هي شهادة جديدة على المكانة التي يحظى بها الملك على الساحة الدولية كرمز للدبلوماسية الإنسانية.

تضامن إنساني يعكس قيم المغرب

تعكس هذه الاحتفالات صورة إيجابية عن العلاقات بين الشعبين المغربي والسوري، حيث لم يدخر المغاربة، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، جهدا في دعم السوريين خلال محنتهم.

ومنذ بداية الأزمة السورية، عملت المملكة المغربية على تقديم المساعدات الإنسانية واحتضان عدد من اللاجئين السوريين، الأمر الذي جعل العلاقات بين الشعبين تنسج خيوطا من التضامن الإنساني الحقيقي.

نظرة إلى المستقبل

يعد سقوط نظام بشار الأسد لحظة فارقة في تاريخ سوريا الحديث، حيث يرى كثيرون أن هذه اللحظة تفتح الباب أمام حقبة جديدة من الحرية والديمقراطية. ومع هذه التحولات، تبقى آمال السوريين معلقة على إعادة إعمار البلاد وبناء مستقبل أفضل لأجيالهم القادمة.

وفي هذا السياق، عبّر بعض المحتفلين في المغرب عن تطلعاتهم إلى عودة الأمن والاستقرار إلى سوريا، معربين عن أملهم في أن يتمكن السوريون في الداخل والخارج من العودة إلى وطنهم بأمان بعد سنوات من التهجير واللجوء.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 10/12/2024 على الساعة 12:23