بالفيديو: 30 هزة أرضية يوميا.. هكذا تتم مراقبة الزلازل بالمغرب

مركز مراقبة الزلازل بالمغرب يسجل يوميا 30 هزة أرضية بمناطق مختلفة من المملكة

مركز مراقبة الزلازل بالمغرب يسجل يوميا 30 هزة أرضية بمناطق مختلفة من المملكة

في 19/02/2023 على الساعة 13:00, تحديث بتاريخ 19/02/2023 على الساعة 13:00

يسجل قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، المكلف بمراقبة الزلازل بالمغرب، 30 هزة أرضية يوميا متفرقة عبر تراب المملكة، تتم مراقبتها بشكل دقيق عبر عشرات المحطات التي تم تثبيتها بمناطق مختلفة من شمال المملكة إلى جنوبها. فكيف يعمل هذا المركز؟ وما طبيعة النشاط الزلزالي بالمغرب؟.

حوالي 20 ألف هزة بمختلف ربوع المملكة، تم تسجيلها من قبل شبكة رصد وتتبع الزلازل بالمغرب خلال سنة 2022، تتمركز أغلبها في الشمال بمنطقة الحسيمة الجبلية المطلة على البحر المتوسط، ثم الجنوب بمنطقة أكادير الشاطئية المطلة على المحيط الأطلسي.

شبكة وطنية للرصد والإنذار

داخل بناية المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط، يتواجد المعهد الوطني للجيوفيزياء الذي أنشئ عام 1984، حيث تتواجد المحطة الرئيسية لمراقبة الزلازل. هذه المحطة مرتبطة بشبكة خارجية تضم أزيد من 40 محطة رصد تم تثبيتها في مناطق متفرقة من شمال المملكة إلى جنوبها، 36 منها تعمل حاليا، فيما مازالت 8 محطات أخرى في طور التثبيت والربط. تقوم هذه الشبكة برصد وتتبع تحركات باطن الأرض بشكل دقيق على مدار الساعة، وإرسال المعطيات عبر الأقمار الصناعية إلى المحطة الرئيسية بالرباط.

وبعد تسجيل أي هزة أرضية، يقوم خبراء المعهد بدراسة تحركات الأرض المسجلة بفضل البنيات والأجهزة التقنية المتطورة التي يتوفر عليها، وإشعار السلطات المحلية للمنطقة المعنية، وإدارة أخرى بأسباب هذه الهزة، موقعها، قوتها وخطورتها.

وتشمل أدوار المعهد أيضا، رصد وتتبع مستوى سطح البحر وقياس علو الأمواج من خلال أجهزة قياس المد والجزر، للإنذار بموجات المد البحري (تسونامي) التي تعقب الزلازل القوية، وإخبار السلطات المعنية من أجل اتخاد التدابير الاستباقية اللازمة.

النشاط الزلزالي بالمغرب

كشفت الإحصائيات الرسمية لـ«المعهد الوطني للجيوفيزياء» بأن الهزات الأرضية أصبحت ظاهرة يومية في بعض مناطق المغرب، حيث تسجل أجهزة الاستشعار والرصد التابعة للمركز يوميا حوالي 30 هزة تتراوح قوتها بين درجتين إلى 3 درجات على سلم ريشتر. «لا تشعر بها الساكنة ولا تشكل أي خطورة».

يقول ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، وهو يراقب تلك الخطوط الرفيعة التي تظهر على شاشة ضخمة علقت وسط قسم مراقبة الزلازل وتشبه تخطيط نبضات القلب، (يقول) «إن الهزات الأرضية في الأشهر الأخيرة هي امتداد للنشاط الزلزالي المسجل منذ سنتين، حيث ارتفع مستوى النشاط قبالة السواحل المتوسطية في الشمال تحديدا في إقليمي الحسيمة والدريوش».

وأوضح جبور، في تصريح لـLe360، أنه «خلال السنتين الماضيتين، سجلنا مستوى عالٍ للنشاط الزلزالي في البحر، ومؤخرا امتد النشاط من البحر لليابسة، وكانت آخر هزتين شعرت بهما الساكنة في المنطقة تقريبا بين 3.8 و4.3 درجات على سلم رشتر، لكن الهزات الأرضية عادت لتنخفض بالمنطقة».

وتابع المتحدث، قائلا: «خلال عام 2022، سجلنا حوالي 20 ألف هزة على مستوى تراب المملكة وأيضا بالمجال البحري، كانت غالبيتها ضعيفة باستثناء 12 هزة كانت قوية وشعرت بها الساكنة في الشمال وأكادير».

وعن أسباب توالي الهزات الارتدادية بمناطق الشمال، قال ناصر جبور إن «الشمال هي منطقة تماس بين صفيحتين هما الإفريقية والأوروآسيوية، تجعله بالضرورة في مركز الاهتزازات الناجمة عن تقارب هذه الصفائح، فكلما اقتربنا من خط التماس أو الخط الفاصل بين القارات كلما زادت نسبة النشاط الزلزالي».

تاريخ الزلازل بالمغرب

شهد المغرب عبر الزمن عدة زلازل، كان أخطرها زلزال أكادير سنة 1960 الذي دمر عاصمة سوس، مخلفا حوالي 15 ألف قتيل، وقرابة 12 ألف جريح، إلى جانب تشريد أزيد من 35 ألف شخص، وزلزال عام 1969 الذي بث الرعب في نفوس المغاربة حيث شعر به السكان في جميع أنحاء البلاد تقريبا وخلف عشرات القتلى وقرابة الـ200 جريح، ثم زلزال الحسيمة في 24 فبراير 2004 الذي تسبب في مقتل وتشريد مئات السكان.

ومن بين الزلازل المدمرة التي شهدها المغرب، زلزال مدينة العرائش عام 1276، وزلزال مدينة فاس خلال سنوات 1522 و1624 و1755 و1773، ومدينة مراكش عام 1719، وطنجة عام 1773.


تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني و أنس زيداوي
في 19/02/2023 على الساعة 13:00, تحديث بتاريخ 19/02/2023 على الساعة 13:00