المغاربة متدينون جدا ومتسامحون جدا

مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء

مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء . DR

في 02/05/2013 على الساعة 20:05, تحديث بتاريخ 02/05/2013 على الساعة 20:26

أقوال الصحفتقرير جديد عن تدين المغاربة، أرقام وإحصائيات سيتم تداولها بشكل كبير لتطمئن القلوب بأننا بلد يسير في الطريق القويم. أكثر من هذا فهذه المرة يأتي التأكيد من أمريكا حيث تداولت الصحافة وبالأرقام المطمئنة تارة والمثيرة تارة أخرى موضوع المغاربة والدين عبر استطلاع للرأي من إنجاز مركز تابع للعام سام.

خصصت جريدة أخبار اليوم صدر صفحتها الأولى، لعدد يوم غد الجمعة، لاستطلاع الراي الأمريكي تحت عنوان "المغاربة متدينون كثيرا لكنهم يرفضون العمليات الارهابية". ونقلت الجريدة الأرقام عن المركز “بيو” الأمريكي الذي جاء فيه أن 83 في المائة من المغاربة يؤيدون تطبيق الشريعة لتحتل المملكة المرتبة السادسة بعد كل من أفغانستان والعراق والأراضي الفلسطينية ونيجيريا وماليزيا وباكستان بنسبة 86 في المائة متقدمة على مصر التي ساند 74 في المائة من مستجوبيها الفكرة.

وأشارت الجريدة إلى أن الاستطلاع الذي أجري على عينة مغربية تقدر ب1472 شخصا، أعلن أن 92 في المائة من المغاربة يعتقدون دينيا بضرورة طاعة المرأة لزوجها، وأن فقط 15 في المائة من المغاربة يؤمنون بمساواة الرجل بالمرأة في قضايا الإرث. إلا أن هذه النزعة الدينية لا توازيها مواقف متشددة إذ أن نسبة 74 في المائة من المغاربة ترفض اللجوء إلى العمليات الانتحارية معتبرة إياها غير مبررة.

استطلاع الرأي هذا لا يأخذ بعين الاعتبار "السكيزوفرينيا" المجتمعية السائدة وحالة الفصام التي تعيشها شريحة لا بأس بها من المجتمع التي تقدس التدين المظهري الذي يشاهده الجميع حاليا، ويفسر على أنه توجه متنام للتدين في صفوف الشباب والمجتمع عموما. في حين أن واقع الحال يقول غير ذلك.

إضافة إلى أخبار اليوم والخبر والتجديد التي تحدثت جميعها عن استطلاع الرأي، تطرقت جريدة الصباح بدورها إلى الموضوع الديني لكن من زاوية مختلفة. وتحت عنوان “الأوقاف تفتح المساجد للتظاهرات والاحتفالات” كتبت اليومية في صفحتها الأولى عن تفعيل وزير الأوقاف والشؤون الاسلامي أحمد التوفيق لخطة جديدة من جزأين: أولهما إعادة انتشار المؤسسات الدينية عبر التراب الوطني، وثانيهما إصلاح البنايات والمساجد. فاستراتيجية الوزارة لا تهدف الى الارتقاء بالمساجد من حيث الشكل فحسب بل على مستوى الرسالة الاجتماعية أيضا.

الجهل المقدس

وكيفما كان الحال، سواء باستطلاع الرأي الأمريكي أو بخطة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يمكن التأكيد على أن الدين أصبح موضوعا سوسيولوجيا وأمنيا واستراتيجيا يشغل الفرد البسيط كما يشغل الدول العظمى، إلا أن التقارير والاحصاءات واستطلاعات الرأي لا تأخذ بعين الاعتبار ما يتحدث عنه الكاتب الصحافي المصري الكبير، عادل حمودة: "نصلي ونصوم، ونقرأ القرآن ونستشهد بالأحاديث النبوية في كل المعاملات الدنيوية ونسد الطريق في التراويح ونتشنج كلما جاءت سيرة الحجاب، ومستعدون للاستشهاد بأنفلونزا الخنازير في العمرة، لكن رغم ذلك نحن كسالى في العمل، لا نحترم كلمتنا، ولا نكف عن النميمة، ولا مانع لدينا من قبول الرشوة بدعوى أن النبي قبل الهدية... ذاكرتنا الدينية تعاني النسيان السريع فور الخروج من المسجد ... فمن يعالجنا من هذا ألزهايمر المقدس؟".

في 02/05/2013 على الساعة 20:05, تحديث بتاريخ 02/05/2013 على الساعة 20:26