أثار الفيديو الذي ظهر فيه قاصر وهو يتحرش بفتاة بطنجة، مطلع الأسبوع الجاري، غضبا كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب ومشاهير وكذلك حقوقيين، حيث استنكروا هذا الفعل الشنيع الذي يمس بحرية وكرامة المرأة.
وعلى عكس البعض الذي استنكر وأدان هذه الجريمة بشكل قاطع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن آراءً وتعليقاتٍ أخرى حاولت تبرير سلوك الشاب المشين اتجاه الفتاة الضحية، حيث هناك من وجّه اللوم إلى البنت باعتبارها هي التي استفزت المتحرش بسبب ارتدائها لتنورة قصيرة في الفضاء العام.
وتقول بشرى عبدو، رئييسة جمعية "التحدي والمساواة" الكائن مقرها بالدار البيضاء، إن المرأة "حرة في أن ترتدي ما تشتهيه في الفضاء العام ولا يحق لأحد أن يعتدي عليها لأنها لم تمس حرية الآخر"، مؤكدة على ضرورة تفعيل قانون 13-103 الذي يحمي المرأة من كل أنواع العنف والتحرش.
وفي السياق نفسه، صرح الدكتور الأخصائي في النفس حاتم شرفي الإدريسي، بأن "هناك أسبابا تربوية تجعل بعض الرجال يتحرشون بالمرأة وهي غياب التربية الجنسية وكذلك التربية الدينية التي تحث على غض البصر".
ورغم التشريعات القانونية التي تجرّم العنف ضد النساء بالمغرب وتعاقب المتحرشين، إلا أن ظاهرة التحرش ضد النساء ما تزال متفشية في المجتمع المغربي، فحسب أرقام وإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، فإن 372 ألف امرأة تتعرض سنويا للتحرش الجنسي في الأماكن العمومية، و32 ألف امرأة نشيطة تتعرض للعنف الجنسي في الوسط المهني، خاصة في القطاع الخاص بنسبة 3,8%، و15 ألف تلميذة أو طالبة تتعرضن سنويا للتحرش الجنسي في مؤسسات التكوين والتعليم.
تصوير وتوضيب: خديجة صبار