في الأيام الأخيرة، يشن المدافعون عن الصحافي عمر الراضي، المسجون منذ يوليوز 2020 بتهمة الاغتصاب، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعمه في الإضراب عن الطعام الذي يخوضه من أجل وضع حد لاعتقاله الاحتياطي.
بالنسبة لحفصة بوطاهر، وهي الضحية المفترضة للاغتصاب الذي ارتكبه ضدها عمر الراضي، فإن هذا الدعم غير المشروط لمغتصبها المفترض، من خلال نشر هاشتاغ على وسائل التواصل الاجتماعي، هو وسيلة لتكريس ثقافة الاغتصاب ودعم من تصفه في تغريدة على تويتر بـ"بطل الاغتصاب". بالنسبة لهذه المرأة التي تحارب بشجاعة ضد التبخيس والازدراء اللذين تتعرضت لهما، لا يمكن أن يعامل المغتصب معاملة البطل.
🛑داعمين ابطال جرائم الاغتصاب🛑
— ⵃⴰⴼⵙⴰ ⴱⵡⵜⴰⵀⵔ - Hafsa Boutahar (@hafsa_boutahar) April 19, 2021
افراد وجهات، يا إما وا إما🤔
👈يا إما هاذ الافراد يشتغلون لصالح جهات من اجل اهداف معينة بإسم عُقوق الإنسان
👈وا إما متورطين في قضايا متشابهة.. وخايفين شواري تعطي الريحة، اي يمارسون ما يسمى بسياسة الترهيب وتكميم افواه الضحايا🌶🌶#cultureduviol
كما أنها تتساءل عن الدوافع وراء هذا الدعم اللامشروط من قبل "أشخاص يشتغلون لصالح جهات أخرى لتحقيق أهداف معينة باسم حقوق الإنسان"، ما لم يكن هؤلاء الأشخاص، كما تقول، "غير متورطين في قضايا مماثلة ويخافون من الفضيحة". بالنسبة لها، دعم عمر الراضي بشكل أعمى، دون الأخذ بعين الاعتبار تصريحات ضحيته المفترضة، هو في حقيقة الأمر "ممارسة سياسة ترهيب الضحايا وفرض الصمت عليهم".
هذه الشابة، التي بدت مصدومة من هذه المواقف، تعبر عن دهشتها من خلال مجموعة من التغريدات تؤكد فيها: "إما أنهم لم يفهموا، أو أنهم لا يريدون أن يفهموا"، متهكمة من هؤلاء الذين يمارسون التنويم المغناطيسي على بعض العقول، أو من محاولات البعض الركوب على هذه القضية من أجل الظهور الإعلامي.
👈يا إما مافهمينش، او مابغينش يفهموو
— ⵃⴰⴼⵙⴰ ⴱⵡⵜⴰⵀⵔ - Hafsa Boutahar (@hafsa_boutahar) April 19, 2021
👈وا إما بصح عندهم معطيات مغلوطة، وهي التي يروج لها اصلا. والهدف "هم ادرى".
👈يا إما (داكشي ديال التنويم المغناطيسي ) كما هو معروف على الجهات المتطرفة..🎬هههه
"ارحموا عقولنا يرحمكم الله"
👈وا إما من عشاق ركوب الامواج🏄♀️🏄♂️ هادو معروفييين🙄🙄
كما استنكرت حفصة بوطاهر "أولئك الذين يبيعون بثمن بخس كرامتهم وشرفهم وبلدهم ...". أما هؤلاء الذين "يستغلون حقوق الإنسان لأغراض تجارية، أمنحهم ميدالية ذهبية في الاتجار بالبشر".
وكاين نوع آخر
— ⵃⴰⴼⵙⴰ ⴱⵡⵜⴰⵀⵔ - Hafsa Boutahar (@hafsa_boutahar) April 19, 2021
👈يا إما وحتى 👈وا إما
واحد الناس بايعين كلشي بالرخيص.. شرفهم، كرامتهم، عرضهم، وطنهم... عاد غيعقلو على حقوق الناس..
ما كاين غير تاجر في حقوق الانسان بشوية ديال 💰و💶..
باقا شي لعاقة 🤑 ولا بديتو تبكيو
- لكم من عندي الذهبية 🥇 المرتبة الاولى في التجار بالبشر
ووجهت حفصة بوطاهر من جهة أخرى سهام نقدها للمعالجة الإعلامية لوسائل الإعلام الفرنسية (ميديا بارت وليمانيتي) لقضيتها ضد عمر الراضي. "هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن حقوق المرأة ضاعفوا من نشر الأكاذيب والبهتان وتزييف الحقائق المعطيات، دون أدنى احترام للسلطة القضائية المغربية ودون احترام للضحية ودون أدنى اعتبار للحالة النفسية التي أعاني منها ولا للجرح الذي لم يندمل بعد... لن أسامحكم أبدا".
🛑اما نواقس..
— ⵃⴰⴼⵙⴰ ⴱⵡⵜⴰⵀⵔ - Hafsa Boutahar (@hafsa_boutahar) April 19, 2021
Mediapart / l'humanité 🍅🍅🍅
هادو دارو فيا مابغاو بإسم الدفاء عن قضايا النساء.
تزييف الحقائق، الكذب والبهتان، معطيات مغلوطة، عدم احترام السلطة القضائية بالمغرب، عدم احترام الضحية لي هيا أنا، بدون مراعات حالتي النفسيه والجرع كان مازال جديد..منسمحش لكم
وبالدليل👇👇 pic.twitter.com/3yuYs7NY3J
تشير حفصة بوطاهر في هذه التغريدة إلى مقالات صحفية منحازة حاول فيها صحفيان تشويه سمعتها من خلال وصفها بأنها كاذبة ومتآمرة ذات ملف نفسي غير مستقر.
وختمت قائلة: "لكل شخص قضية يدافع عنها، ويكرس حياته من أجلها، وهذه قضيتي وسأعيش من أجلها...إذا حدث العكس، فسيكون الموت أهون علي".
بيان دعم للجمعية المغربية لحقوق الضحايا
من جهتها، أعربت الجمعية المغربية لحقوق الضحايا في بيان صحفي، صدر في 20 أبريل 2021، عن معارضتها الرامية لوضع العراقيل أمام الضحية حفصة بوطاهر، من أجل الحؤول دون ولوجها لقضاء عادل ومنصف، مشيرة إلى أن الضحية تقدمت أمام النيابة العامة بشكاية لفضح ما تعرضت له من جرائم جنسية.
كما عبرت الجمعية عن استنكارها "لبعض التصريحات اللامسؤولة" الصادرة عن المدافعين عن المغتصب المفترض و"التي تمس بكرامة الضحية وبسمعتها وبسمعة كل ضحايا الانتهاكات الجنسية اللائي اخترن كسر جدار الصمت". كما يأتي هذا التضامن، يضيف البيان، ردا على "الحملة الشرسة التي خاضها بعض المدافعين عن حقوق المتهمين".
ودعت الجمعية "كل الهيئات الحقوقية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية، المؤمنة بحقوق الإنسان" لمناهضة "كل أشكال الاعتداءات والجرائم الجنسية وحماية ضحاياها، وتوفير سبل الانتصاف للضحية في قضايا الاغتصاب والجرائم الجنسية" و"لاستحضار الموضوعية والتحري في قضايا ضحايا الاعتداءات والجرائم الجنسية". كما ناشدت أيضا "كل المكلفين والساهرين على إنفاذ القانون بتوفير ضمانات الحماية القانونية والقضائية للضحية حفصة بوطاهر ولكل ضحايا الانتهاكات الجنسية طبقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 169/34 ولكل القرارات ذات الصلة".
وفضلا عن ذلك، حذرت الجمعية المغربية لحقوق الضحايا الرأي العام من محاولات البعض لتغليطه "بهدف استجداء التعاطف الوطني والدولي للتأثير على استقلال القضاء" و"تشجيع الإفلات من العقاب" لمتهم يصور على أنه "مناضل معتقل على خلفية حرية الرأي والتعبير" على حساب ضحايا تعرضوا لضرر جسيم.
أن تكون صحافيا أو فنانا موهوبا أو حتى عبقريا، فذلك لا يعفي من المتابعة القضائية على تهم خطيرة مثل تهمة الاغتصاب. حفصة بوطاهر، التي كسرت جدار العار، مصممة على المضي قدما في هذا الملف إلى حين تحقيق العدالة. معركتها تستحق كامل الاحترام والتقدير.