وتعتبر "الدية" بمثابة عرف لطالما توارثته القبائل العربية منذ قدم الزمن، وهي بمثابة مبلغ مالي يتم دفعه من طرف قبيلة المعتدي أو الجاني لقبيلة الضحية، وذلك بغاية إنهاء النزاع والتوصل إلى صلح سلمي.
وحسب ما قاله مصدر Le360، فإن "الدية" تعد من أبرز الوسائل التي يستعملها سكان الأقاليم الجنوبية للحد من الجرائم، حيث يتفق شيوخ القبائل الصحراوية على قائمة للعقوبات، يحددون من خلالها ما يجب أن تدفع قبيلة المعتدي لقبيلة الضحية بحسب نوع الجرائم المقترفة.
وأوضح ذات المصدر قائلا: "إذا كان الأمر يتعلق بجريمة قتل فإن قبيلة المعتدي تدفع مبلغا ماليا كبيرا، يصل أحيانا إلى 50 مليون سنتيم أو أكثر، بالإضافة إلى تقديم ناقة لعائلة الضحية، وإذا تعلق الأمر بجروح فقط، ففي تلك الحالة يتم دفع مبلغ مالي متوسط لا يقل عن 5000 درهم، أما إذا تعلق الأمر بجروح بسيطة، فإن قبيلة المعتدي تقدم لعائلة الضحية كبشا أو شاة، بالإضافة إلى "كراطين" من السكر".
وشدد مصدر Le360 قائلا: "إن الدية لا تقلل أبدا من شأن القضاء والمحاكم، وإنما هي فقط بمثابة عرف توارته القبائل العربية منذ زمن بعيد، وتلجأ لها قبائل الصحراء بغاية إنهاء النزاعات والصراعات بشكل لا يفسح المجال لأن يفكر الضحية أو عائلته في الانتقام، حيث يأخذون حقهم مالا، ثم يقدمون وعدا حقيقيا بأنهم لن يؤذوا المعتدي أبدا".
وأردف المصدر نفسه: "إن شيوخ القبائل الصحراوية يحظون باحترام كبير من قبل الجميع في جنوب المملكة، ولا يستطيع أحد من الشباب أو النساء أن يخالفوا كلامهم أو يناقشوه حتى، نظرا لحكمتهم وخبرة الكبيرة في الحياة، فهؤلاء الشيوخ حينما يجتمعون بغاية الوصول إلى الصلح فإنهم يفعلون ذلك وينهون كل أشكال الخلافات في وقت قصير ودون زيادة في الكلام".
وفي ما يلي نرصد لكم صورا من أربعينية الأستاذ المقتول بالسمارة، والتي قدمت خلالها قبائل الجناة "دية" لعائلة الضحية، لينهوا بذلك الخلاف بشكل نهائي:
© Copyright : DR
© Copyright : DR
© Copyright : DR
© Copyright : DR