بالصور. هكذا يعثر المغاربة على الذهب تحت رمال الصحراء

DR

في 15/10/2017 على الساعة 14:30

مرت أزيد من أربعة عقود على خروج الاستعمار الاسباني من الصحراء المغربية، ولم نتساءل يوما لماذا أطلقت حكومة الملك الاسباني الأسبق، فرانثيسكو فرانكو، تسمة "وادي الذهب" على المنطقة الواقعة في أقصى جنوب المغرب.

هذا التساؤل لم يطرح إلا بعدما اتضحت إجابته، وذلك في مطلع عام 2017، حين تمكن صحراويون من اكتشاف معدن "الذهب" في باطن الأرض، بمنطقة "تشلا" بإقليم أوسرد، فقيل حينها "اه، لذلك أطلق الإسبان تسمية وادي الذهب على الجهة الجنوبية من المملكة".

© Copyright : DR القصة بدأت بعد حلول شهر يناير الماضي، حينما انتشرت في الصجراء أخبار عن وجود الذهب في باطن أرض "تشلا"، فخرج العشرات من سكان المدن، واتجهوا صوب المنطقة، مرفوقين بآلات التنقيب عن الذهب، التي يتراوح ثمنها ما بين 20.000 إلى 30.000 درهم.

© Copyright : DR وفي اتصال "Le360"، بأشخاص من عين المكان، تقول مصادرنا، إن الأمر بدا هينا في البداية، الجميع يمكنه اقتناء آلة التنقيب والشروع في البحث عن المعدن النفيس، حيث استطاع عدد كبير من أهل الصحراء الوصول إلى الذهب، إذ يتم العثور على غرامات موزعة في أماكن متقاربة، فيقوم أصحابها بجمعا في أكياس ومن ثم بيعها بمدينة الداخلة، بأثمنة تتراوح ما بين 350 إلى 400 درهم للغرام الواحد.

وهنا ننشر لقرائنا صورة لبعض القطع من الذهب التي نجح مصدر "Le360" في العثور عليها:

© Copyright : DR وأضاف مصدر "L360" أن الصحراويين العارفين بشؤون الصحراء وباطنها، لا ينطلقون في رحلات البحث عن الذهب بشكل عشوائي، وإنما ينتظرون الزمن المناسب لذلك، وهو فصل الخريف أو الشتاء، وفي بعض الأحيان الربيع، ويتم اختيار هذه الظرفيات بالذات لأن الجو يكون أكثر برودة، وبالتالي فإن الذهب يصعد إلى الأعلى ويقترب من سطح الأرض، فيكون الوصول إليه سهلا، عكس فصل الصيف، حيث ينزل المعدن للاختباء في أقصى باطن الارض، فيكون العثور عليه أمرا شبه مستحيل، إلا إذا خرج المنقبون للبحث عنه ليلا حيث تكون الأرض باردة شيئا ما، فيحصلون في تلك الحالة على بعض الغرامات.

وبعد توالي الأيام والشهور على خروج ساكنة مدن الصحراء إلى "تشلا" بحثا عن الذهب، قررت السلطات المحلية، خلال الأيام القليلة الماضية، وضع حد للتنقيب، وأصدرت قرارا بإيقاف كل شخص يتم ضبطه وهو يحاول الوصول إلى المعدن بواسطة آلة التنقيب، مشددة ومؤكدة على اتخاذ إجراءات قانونية صارمة في حقه، الشيء الذي جعل فئة واسعة من ساكنة الأقاليم الجنوبية تتراجع عن الخروج في رحلات البحث عن الذهب.

وفي اتصال "Le360" بمصدر جيد الاطلاع من موريتانيا، يقول مصدرنا إن صحراء بلده بدورها تزخر على كميات مهمة من الذهب في باطنها، إلا أن التنقيب هناك لا يتم بشكل عشوائي، وإنما يجرى بترخيص من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث يمكن لأي مواطن أن يتقدم بطلب الحصول على ترخيص التنقيب عن الذهب، فيحصل عليه بعد إجراءات إدارية، ثم يشرع في التنقيب بشكل طبيعي، وهذه صورة حصرية لموريتانيون ينتظرون الحصول على ترخيصات التنقيب عن الذهب:

© Copyright : DR وفي ما يلي صور حصرية من مناطق التنقيب الموريتانية، تحديدا من جبل "الدواس":

© Copyright : DR

© Copyright : DR

إن القاسم المشترك بين جبل الدواس بموريتانيا ومنطقة تشلا بجنوب المغرب هو انتشار غرامات الذهب على طول الصحراء، إلا أن الاختلاف بين المنطقتين يكمن في أن التنقيب في الأولى مرخص له، فيما يعتبر أمرا ممنوعا في الثانية.

وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن منطقة "تشلا" جنوب المغرب تشهد مطاردات هوليودية بين عناصر الأمن والمنقبين عن الذهب، ومن المتوقع أن يستمر الأمر كذلك في ظل غياب الرخص وإصرار المنقبين على مواصلة عمليات البحث عن الذهب.

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 15/10/2017 على الساعة 14:30