خبراء يحذرون بفاس من شح المياه

DR

في 14/05/2017 على الساعة 19:45

حذر باحثون وخبراء مغاربة ودوليون، اليوم الأحد بفاس، من خطورة شح المياه حتى في المناطق المعروفة بتوازن مناخي.

ونبهوا في اليوم الثاني من المنتدى المدرج في إطار فقرات الدورة الـ23 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية الروحية المقامة تحت شعار "الماء والمقدس" من 12 إلى 20 ماي الجاري، أن الماء إن كان سمح بميلاد العديد من الحضارات العظيمة، فإن هذه الأخيرة أصبحت تصنع في العصر الحديث مواردها من الماء، وأن هذه المادة في طريقها إلى التقلص حتى في المناطق التي يسمح لها موقعها الجغرافي بمناخ متوازن.

ووفق المداخلات التي ناقشت موضوع "الماء في إكراهات التنمية المستدامة"، فإن التوزيع غير العادل للماء قد يصبح مع مرور السنين رهان حقيقي في النزاعات سواء داخل البلد الواحد أو على الصعيد الدولي، ملاحظين أن هاجس ندرة الماء يكبر في سياق النمو الديموغرافي والتعمير والتغيرات المناخية.

وسجلت أن الماء، بهذا المعنى، يوجد في قلب تحديات المناخ والتغذية والطاقة والنمو الاقتصادي والأمن الإنساني، والتي يجب على العالم مواجهتها في القادم من العقود.

ورأى الخبراء والباحثون أن الماء والتغيرات المناخية عملة واحدة لوجهين مختلفين حيث يشكل كل منهما مصدر تعقيدات ومشاكل وجب مواجهتها، مفيدين بأن قمة المناخ المقبلة تحظى بأهمية كبيرة لكونها محطة لتنزيل اتفاقيات مؤتمر (كوب 22) المنعقدة بمدينة مراكش، في وقت توجد قرارات مؤتمر باريس حول المناخ على المحك خاصة على مستوى التمويل وإيفاء المتعهدين بالتزاماتهم.

وتطرقت المداخلات للتجربة المغربية في مجال استعمال الماء حيث وصفتها ب"الرائدة"، في ظل ممارسات للسقي قديما (الناعورة والسواقي) وفي ظل المشاريع المائية كسياسة السدود بهدف ضمان أمن غذائي بالمملكة.

وذكرت أن من أبرز تجليات جهود المغرب في التعاطي مع معضلة شح المياه، إحداثه للمكتب الوطني للماء الذي عمل على إيصال هذه الثروة لساكنة البلاد بنسبة تفوق 95 في المائة، مضيفة أنه في سنة 1963 قامت الحكومة بتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بإنجاز دراسة قادت إلى تهيئة حوض سبو وسقي سهل الغرب، كمؤشر على الاستباقية التي أظهرتها البلاد ، على المستوى الرسمي ، لضمان التأمين الغذائي في ظل أي شح للماء.

إلا أن المتدخلين نبهوا إلى أن المغرب بدأ يستشعر تداعيات التغيرات المناخية على احتياطي الماء الذي بدأ في التراجع، ممثلين على ذلك بنهر أم الربيع الذي تقلص مياهه بنحو النصف خلال ال35 سنة الأخيرة (من 1981 إلى 2008 تقلص بنسبة 40 المائة مقارنة مع الفترة من 1941-1980).

وكان اليوم الأول (أمس اسبت) من المنتدى قد بحث في "الأبعاد الروحية للماء"، على أن يختتم هذا اللقاء الفكري غدا بمناقشة موضوع "الماء في النظم البيئية الهشة".

ويعد المنتدى الجانب الفكري في الدورة ال23 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة الذي تنظمه (مؤسسة روح فاس) بحضور فنانين عالميين يحيون إلى جانب مطربين وموسيقيين مغاربة حفلات في فضاءات مختلفة بالعاصمة العلمية على غرار موقع باب الماكينة، وجنان السبيل، ورياض دار بنسودة، وسينما بوجلود، ودار عديل، وقاعة العمالة، والمركب الثقافي سيدي محمد بن يوسف، ودار البطحاء، وق صر الجامعي.

واعتبارا لبعده الفني والروحي منذ تأسيسه سنة 1994، صنفت الأمم المتحدة مهرجان فاس للموسيقى العالمية الروحية منذ سنة 2001، ضمن التظاهرات المتميزة المساهمة في حوار الحضارات.

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 14/05/2017 على الساعة 19:45