فيديو حصري. Le360 في قلب منطقة "الكَركَرات"!

Le360

في 19/12/2016 على الساعة 19:01

منذ غشت الماضي، ودون سابق إنذار، طفت إلى سطح الأحداث قضية تتعلق بمنطقة "الكركرات"، جنوب المغرب، حتى وصل مداها إلى وسائل الإعلام الدولية، إثر احتدام التوتر بين المغرب والبوليساريو.. فريق Le360 تمكن من الوصول إلى هذه النقطة البعيدة، ونقل لكم بالصوت والصورة ما يحدث هناك بالمنطقة العازلة.

من أجل أن تطأ قدماك منطقة "الكركرات" التابعة إداريا لأوسرد بجهة الداخلة وادي الذهب، لا بد أن تقطع حوالي 400 كيلومتر من مدينة الداخلة. ميزة هذه المنطقة أنها تصل شمال المغرب بجنوبه، عبر مقطع من الطريق الوطنية 1 التي تربط طنجة بالكويرة، مرورا بمناطق غالبها غير مأهول... مرحبا بكم في عمق الصحراء المغربية!

الكركرات تحت مراقبة السلطات المغربية

على عكس ما تروج له الدعاية الانفصالية، فمنقطة الكركرات تخضع لمراقبة السلطات المغربية، شأنها شأن أي نقطة حدودية، ويسري عليها ما يسري على طنجة المتوسط أو بني نصار بالريف، هذه النقطة الحدودية يسيرها المغرب دون أي شراكة.

قبالة هذه النقطة الحدودية، أرض غير مأهولة، هي المعروفة دوليا بالمنطقة العازلة، طولها 3.7 كيلومتر تفصل بين الكركرات، التي يسيرها المغرب لوحده، وبين أول نقطة حدودية تابعة لموريتانيا.

تصوير ومونتاج: عبد الرحيم الطاهيري

بهذه المنطقة التي يسميها من يمر بها بـ"قندهار" توصيفا لحالة اللاأمن التي تطبعها ولحركية التهريب التي تنشط بها، أطلق المغرب أشغال إنجاز طريق معبد، بهدف تطهير "قندهار" من الأنشطة المريبة التي تمر بها، واستثبات أمن المملكة وجيرانها.

في 14 غشت الماضي، أطلقت حملة تطهير واسعة، من أجل القطع مع نشاط التهريب بهذه المنطقة، لحدود اليوم تم إنجاز 2.4 كيلومتر من الطريق المعبد، لتبقى حوالي 1.3 كيلومتر من الطريق الوعرة للوصول للنقطة الحدودية مع موريتانيا، طريق وإن كانت مسافته قصيرة، إلا أنه يلزمك حوالي ساعتين لكي تسلكه نظرا لوعورته، خصوصا للعربات الكبيرة.

وما إن يسدل الليل ستاره، حتى تنقطع الحركة نهائيا، إذ يفضل كل عابر للمنطقة أن يعتكف حتى صباح اليوم التالي قرب النقطة الحدودية المغربية ليكمل طريقه جنوبا.

وردا على المبادرة المغربية، لم تجد جبهة البوليساريو بدا من معاكسة جهود المغرب، بتعليمات جزائرية، فصارت تلوح بحمل السلاح من جديد.

في نهاية الطريق المعبد، تقف عناصر من الدرك الملكي مرابطة عند آخر نقطة معبدة، وعلى بعد 120 مترا فقط أمامها تظهر عناصر من البوليساريو.

مغالطات الانفصاليين

طيلة المدة الأخيرة، روجت مواقع موالية للبوليساريو شائعات تزعم أن الانفصاليين وضعوا مراكز حدودية لمراقبة الحركية بين المغرب وموريتانيا، بشكل يوهم الناس أنه بات للبوليساريو الحق في طبع الجوازات، وفرض ضرائب جمركية.. وهو أمر عار من الصحة، حيث وقفت Le360 على الأمر الجمعة الماضي، واتضح أنه من صلب روايات الانفصاليين.

الأمر وما فيه، أن عناصر البوليساريو وضعوا بضع ملاجئ تقيهم من العواصف الرملية، والأنكى، أن هذه العناصر، كما عاين Le360، ليست مسلحة، وكل ما تتوفر عليه هو منظار لتعقب ما يحصل في المعسكر المغربي على بعد 120 متر.

الطريق المعبد سيكتمل عاجلا أم آجلا

ما الذي يمكن أن يحصل؟ سؤال طرحناه لمصدر من السلطات المحلية بجهة الداخلة وادي الذهب فكان الرد أن "المغرب أعاد الأمور إلى نصابها في هذه المنطقة العازلة، ولم يعد من مجال من أجل عودة الامور إلى الصفر وإلى الفوضى التي كانت تسود المنطقة" ويضيف المصدر ذاته "أنه عاجلا أم آجلا، سيكتمل تعبيد الطريق من أجل الصالح العام".

ووجب التذكير أن عملية تعبيد طريق الكركرات لم تتوقف، كما كتبت بعض وسائل الإعلام، بل سبقها أولا طلب للعروض بجهة الداخلة وادي الذهب، فيما اقتصر دور السلطات من شرطة وجمارك في تأمين السير العادي للأشغال، وتنقية المكان من بعض العربات والهياكل المتخلى عنها.

اليوم، يظل 1.3 كليومتر غير المعبد حجرة عثرة أمام بادرة جادة لتوفير الحماية لحركة العبور بين المغرب وموريتانيا، في منطقة باتت نقطة سوداء في التبادل التجاري بين إفريقيا جنوب الصحراء وشمال القارة.

تحرير من طرف محمد بودرهم
في 19/12/2016 على الساعة 19:01