المسكوت عنه في التغييرات الجديدة على رأس المخابرات الجزائرية

الجنرال مجدوب كحال (على اليمين)، الذي تم تعيينه رئيسًا للمخابرات الخارجية في 14 مايو، هو الآن رئيس المخابرات الداخلية الجزائرية

الجنرال مجدوب كحال (على اليمين)، الذي تم تعيينه رئيسًا للمخابرات الخارجية في 14 مايو، هو الآن رئيس المخابرات الداخلية الجزائرية . DR

في 16/07/2022 على الساعة 20:06

تستمر حملات التطهير على رأس المخابرات الجزائرية. فبعدما عين اللواء كحال مجدوب مديرا لمديرية التوثيق والأمن الخارجي في 14 ماي الماضي، أصبح الآن مديرا للأمن الداخلي. تبادل المنصب مع اللواء عبد الغني راشدي، الذي افتتح مهمته الجديدة بالذهاب لمقابلة زعيم البوليساريو.

بعد مرور 60 يوما تقريبا على رأس المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي، تمت إقالة اللواء جمال مجدوب كحال من منصبه. وعين يوم الخميس 14 يوليوز على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي.

وتبادل منصبه مع اللواء عبد الغني راشدي الذي ظل في هذا المنصب منذ أبريل 2020 بعد الإطاحة باللواء السابق (الذي تم تنزيل رتبته من لواء إلى جندي) واسيني بوعزة. وهكذا أصبح راشدي رئيس التجسس الجزائري وكحال رئيس مكافحة التجسس.

الإعلان عن هذا التغيير على رأس جهاز المخابرات الجزائرية لم يتم بعد بشكل رسمي لكن كل شيء يشير إلى أنه سيتم تأكيده في الساعات القادمة بحفل التنصيب المعتاد الذي يترأسه، كالعادة، رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحه، الذي رقى نفسه مؤخرا إلى مرتبة فريق أول.

والغريب هو أن شنقريحة ترأس حفل تسليم المهام بين اللواء نور الدين مقري، المعروف باسم محفوظ البوليساريو واللواء جمال مجدوب كحال على رأس مديرية التوثيق والأمن الخارجي، قبل شهرين فقط، وبالتحديد يوم 14 ماي 2022.

وإذا كانت المديرية العامة للأمن الداخلي تميزت باستقرار نسبي، إذ لم تعرف تغييرا على رأسها لمدة 26 شهرا، فإن مديرية التوثيق والأمن الخارجي عرفت ما لا يقل عن خمسة مدراء خلال نفس الفترة.

وهكذا، ففي أبريل 2020، تم استبدال العقيد كمال الدين رميلي باللواء محمد بوزيت، الملقب بيوسف، الذي ظل في هذا المنصب حتى يناير 2021، عندما أفسح المجال للواء نور الدين مقري. بعد حوالي 15 شهرا فقط، أزيح مقري بدوره لصالح اللواء المتقاعد مجدوب كحال، الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن والحماية الرئاسيين في عهد عبد العزيز بوتفليقة، وهو المنصب الذي شغله لمدة عقد (2005-2015). تم استبدال مجدوب الآن في مديرية التوثيق والأمن الخارجي، وبالتأكيد ليس لفترة طويلة، بالجنرال عبد الغني راشدي.

عدم الاستقرار المزمن على رأس المخابرات الخارجية الجزائرية ينم عن ارتجالية وتخبط نظام سياسي عسكري غير قادر بشكل واضح على تسجيل النقاط، والذي يسارع إلى قطع الرؤوس بدلا من التساؤل عن الأسباب البنيوية لنكساته. في ظل وتيرة حملة التطهير هاته، أصبح الجيش الجزائري بلا قائد -بمعنى الرأس. هذا الجيش، مقطوع الرأس، يسير على غير هدى ويعتقد أنه يطمئن الجيش من خلال تغيير القادة في كل مرة. هذا يزعزع استقرار كل من الضباط والجنود.

وبالتمعن في السيرة الذاتية للرئيس الجديد للمخابرات الداخلية، يمكن للمرء أن يعتقد أن كل شيء يؤهل مجدوب كحال لشغل هذا المنصب الحساس للغاية. من المؤكد أنه قضى معظم حياته المهنية كعميل للاستخبارات الخارجية يعمل خارج الجزائر. لأنه بعد حصوله على تكوين في "كي جي بي" (استخبارات الاتحاد السوفيتي سابقا)، أصبح مسؤولا لأكثر من 20 عاما، من 1975 إلى 1996، عن "مكتب الأمن" في مختلف السفارات الجزائرية (إيران وسوريا ولبنان واليمن وفرنسا)، قبل أن يعود إلى الجزائر حيث أصبح مديرا للمدرسة الاستخباراتية في الجزائر العاصمة حتى عام 2021.

في عام 2004، بعد أربع سنوات من العمل كملحق عسكري بالسفارة الجزائرية بباريس، تم تعيينه رئيسا للأمن الرئاسي وتولى مهمة الأمن المشدد لعبد العزيز بوتفليقة، وكذلك تأمين المساكن الرئاسية العشر المنتشرة في المدن الكبرى: شمال البلاد (الجزائر العاصمة وعنابة ووهران وقسنطينة ...). وأقيل من جهاز الأمن الرئاسي بعد إطلاق النار بسبب دسيسة دبرها اللواء توفيق والتي ستتسبب له، على الرغم من إنكاره أي علاقة مع رئيس دائرة الاستعلام والأمن القوي السابق، في الحكم عليه بالسجن وظل بفترة فراغ ما بين عامي 2015 و2022، حتى تعيينه في ماي 2022 كمدير للاستخبارات الأجنبية.

بعد مشاركته في مخطط توفيق الذي استهدف عبد العزيز بوتفليقة، حاول مجدوب كحال الفرار من الجزائر في أكتوبر 2015 على متن رحلة جوية إلى باريس. اعتقل وحكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة "الإهمال بأداء الوظيفة". لم يسجن كحال، وتمكن، في مرحلة الاستئناف، من الإفلات من العقوبة من خلال إنكار أي صلة له بتوفيق، المشتبه فيه بكونه وراء أحداث زرالدة كرد فعل على إقالته من قبل بوتفليقة في شتنبر 2015.

ومع ذلك، فإن عودة كحال القوية، مثل عودة الجنرالات حسان أيت واعربي وناصر الجن وجبار مهنا من قبله، تثبت أن وراء "إعادة الاعتبار" له نجد لا محالة يد اللواء توفيق، الذي يستمر من مسكن تقاعده، يحرك من خلف الستار خيوط السلطة في الجزائر من خلال تعيين أتباعه الذين عادوا للخدمة.

من جهته، دشن اللواء عبد الغني راشدي مهمته الجديدة كرئيس جديد للمخابرات الخارجية بالتوجه إلى الرابوني، ليلة الخميس إلى الجمعة، للقاء زعيم البوليساريو إبراهيم غالي. رحلة تكشف معلومات عن أسباب إخفاقات ونكسات المخابرات الجزائرية والهدف الرئيسي المنوط برئيس الاستخبارات الخارجية الجديد: تفعيل القوى في محاولة للمس بالمملكة.

زيارة، فجر الجمعة 15 يوليوز، لوفد من كبار مسؤولي المخابرات الخارجية الجزائرية إلى إبراهيم غالي في مخيمات تندوف. هنا، موكب على الحاجز بين تندوف ومخيمات لحمادة.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 16/07/2022 على الساعة 20:06