كان لولايتين وزيرا أول للمملكة المتجدة، واعتبر نابغة عسكرية عز نظيرها، بعد أن خرج كأكبر المنتصرين من الحرب العالمية الثانية.. هو السير وينستون تشيرشل، الذي طبع تاريخ القرن العشرين بحنكته..
علاقة تشيرشل بالمغرب طبعها النقيضين، الحرب والفن، السلم والحب، فقد اكتشف رجل بريطانيا الأول سحر المغرب سنة 1935، حينما كان في عطلة بمراكش، هناك حيث رسم تشرشل أحد اشهر لوحاته من شرفته في فندق المامونية الشهير.

© Copyright : DR
وفي عز وطيس الحرب العالمية الثانية، صطحب الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت لرؤية هذا المشهد أثناء الحرب، وهي اللوحة الزيتية التي بيعت سنة 2008 وصورت مشهد غروب الشمس فوق جبال الأطلس بالمغرب في مزاد بنيويورك، وبلغ ثمنها أزيد من 420 ألف دولار.
وفي وقت لاحق اصطحب تشرشل روزفلت الى مراكش ليريه جبال الأطلس بعد مؤتمر الدار البيضاء في عام 1943، ليضحي تشرشل ضيفا اعتياديا على المغرب.
في حوار سابق مع الجريدة الفرنسية "لوفيغارو"، كان التشكيلي المغربي حسن الكلاوي، أحد أبناء الباشا التهامي الكلاوي، قد كشف عن جملة من الذكريات جمعته خلال لقاءاته بتشرشل، بمراكش.
يقول الكلاوي في الحوار "لم أكن لأكون رساما، لولا الشهادة التي قدمها تشرشل في حقي، حينما قال لي لوالدي أنني أمتلك موهبة جيدة، وعلي أن أتابع دراستي في الفت التشكيلي... وذلك ما كان، فقد أصبحت تشكيليا بعد دراستي الفن بباريس. وأنا ممتن لتشرشل بهذا الجميل".
وغاب تشرشل عن الدنيا، تاركا وراءه كل المجد، فمثلت شخصيته في 16 فيلما ومسلسلا، ومُنح 7 دكتوراه فخرية، وفاز بجائزة نوبل في الأدب عن أعمال عدة، أهمها مجموعة ألفها من 6 مجلدات عن الحرب العالمية الثانية. كما اختاروه الأول بين "أعظم 100 بريطاني" في استطلاع واسع.