تحقيق يفضح شبكات دعارة الأطفال في فرنسا

DR

في 19/11/2022 على الساعة 22:00

أرقام "مخيفة" تلك التي كشفها تحقيق حول دعارة القاصرين في فرنسا، حيث فضح تورط الأماكن المخصصة لإيواء القاصرين مع شبكات الدعارة.

التحقيق الذي أعدته صحيفة "ميديا بارت" (Mediapart) الفرنسية، كشف تفاصيل مثيرة عن دعارة القاصرين في فرنسا، وسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي يعيشها الضحايا خاصة داخل المآوي العمومية لإيواء الأطفال، بعدما باتت هذه الأماكن في مرمى شبكات استقطاب القصّر، وخاصة الفتيات.

الانتقام ممن يبلغن

نقلت الصحيفة عن ماثياس كورنو مدير جمعية "لو غولي" (Le Relai) بمدينة ليون، قوله "إن جمعيته تنبهت من خلال حوادث انتقام لوجود شبكات دعارة تستهدف القاصرات داخل المأوى الذي تشرف عليه جمعيته".

"عمليات البحث، أثبتت وجود نحو 5 قاصرات يمارسن الدعارة داخل المأوى المخصص لاحتضان الفتيات القاصرات اللواتي أجبرتهن الظروف على العيش هناك"،يضيف المتحدث، مشيرا إلى أن من يبلّغن عن الشبكات التي تدير هذه "التجارة" يتعرضن لعمليات انتقام.

"درجة العنف التي يتعرض لها الضحايا لا يمكن تصوّرها"، يؤكد نشطاء بالجمعيات المتخصصة في هذه الظاهرة الاجتماعية "الشائكة"، مشددين على أن جهودهم منكبة على "توفير مآوي خاصة لهم تجعلهم بعيدين عن أعين شبكات الدعارة التي لن تتردد في إعادة إسقاطهم في براثنها من جديد، أو الانتقام منهم لتبليغهم عن الممارسات التي يتعرضون لها".

أرقام مخيفة

أرقام رسمية لوزارة الداخلية الفرنسية كشفها التحقيق، تشير إلى أن عدد ملفات متابعة متورطين في دعارة القاصرين لدى أجهزة الأمن، ارتفعت بـ68% ما بين 2016 و2020.

وقالت صحيفة ميديا بارت "إن كاتب الدولة في الطفولة السابق أدريان جاكي أطلق في 2021 مبادرة وطنية لمحاربة دعارة القصّر، بتمويل يصل إلى 14 مليون يورو، وستجتمع رئيسة الحكومة إليزابيث بورن هذا الاثنين مع الهيئات المختصة لمتابعة تنفيذ هذا المخطط".

ونقلت الصحيفة عن مديرة حماية قضائية للشباب، لم تذكر اسمها، قولها "إن هناك في الوقت الحاضر حيرة كبرى في التعامل مع الأطفال الضحايا، هل يُوضعون لدى عائلة سلوكها مسيء، أم يوضعون داخل مأوى اجتماعي يتساهل بأمر الدعارة، لافتة إلى أن دائرة العنف المحيطة بالضحايا باتت مخيفة".

مواقع التواصل واستفحال هذا النوع من الدعارة

كشف التحقيق، بأن نسبة كبيرة من الضحايا تم إسقاطهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنشط شبكات دعارة القاصرين وتنشر إعلانات تشجّع القاصرات على الانضمام لها "للشعور بالحرية والاستقلالية"، مشيرا إلى أن الإناث تشكلن نحو 95% من دعارة القصّر. وبهذا الخصوص، أكدت الأخصائية الاجتماعية بينيدكت لافو لوجوندغ، بأن "التطور الرقمي أصبح وسيلة مهمة لشبكات الدعارة لاستقطاب وتجنيد عناصر جديدة"، مؤكدة أن "دراسة الملفات أوضحت أن الفتاة القاصرة عندما تسقط في شبكة الدعارة، تحتجز داخل غرفة في فندق أو غيره، ثم يزودها أحد عناصر الشبكة بالأكل وأدوات النظافة وموانع الحمل، وبالخمور والمخدرات، في انتظار وصول الزبائن".

تحرير من طرف حفيظ
في 19/11/2022 على الساعة 22:00