عندما ترحب إسبانيا باللاجئين الأوكرانيين وتنهال بالضرب على المهاجرين الأفارقة

تعنيف مهاجرين أفارقة بإسبانيا

تعنيف مهاجرين أفارقة بإسبانيا . Afp

في 09/03/2022 على الساعة 17:00

يوم الأربعاء الماضي، من بين آلاف المهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء الذين حاولوا دخول مدينة مليلية المحتلة، تعرض الكثير منهم لعنف شديد من طرف الشرطة. طريقة تتناقض مع سياسة الترحيب باللاجئين الأوكرانيين التي تطبقها إسبانيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

أقل ما يقال عن صور استقبال الشرطة الإسبانية لمئات المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى الذين عبروا الأسوار التي تفصل بين مدينة مليلية المحتلة وبقية الأراضي المغربية، أنها صور صادمة.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي العنف الذي مارسته الشرطة الإسبانية والتي لم يتم تناولها إلا من قبل قلة من وسائل الإعلام. أشخاص ملقون على الأرض، ضربوا بالهراوات ووجوههم منتفخة ومضرجة بالدم...

ولمواجهة موجة الهجرة هذه، التي دفعت يوم الأربعاء الماضي بآلاف المهاجرين من جنوب الصحراء لمحاولة عبور الحدود، لجأ الحرس المدني الإسباني إلى استعمال العنف. وأعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم الأربعاء 9 مارس 2022 عن إصابة ثلاثين مهاجرا بجروح، بينهم ثلاثة أو أربعة في حالة خطيرة، تم نقلهم إلى المستشفى.

في الوقت نفسه، بينما كانت الحرب مستعرة منذ أربعة عشر يوما بين روسيا وأوكرانيا، يتم الترحيب بطريقة مختلف تماما لمليوني لاجئ أوكراني ممن فروا من بلادهم بحثا عن ملاذ في بلدان مختلفة من أوروبا.

وهكذا وصل 1200 شخص إلى كاتالونيا، وفقا لوكالة الأنباء الكاتالونية (ACN)، وهو رقم تم الإعلان عنه يوم 8 مارس من قبل المتحدثة الرسمية باسم الحكومة باتريشيا بلايا، ووفقا لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، يرتقب أن يصل 6000 أوكراني إلى إسبانيا حيث سيستفيدون من تبسيط إجراءات الحصول على تصاريح الإقامة والعمل، وهو الإجراء الذي أعلنته الحكومة الإسبانية يوم الثلاثاء.

كيف يمكن تفسير سياسة الكيل بمكيالين؟ كيف يمكننا تبرير أن المهاجرين من جنوب الصحراء الذين يفرون أيضا من الحرب و/أو الفقر يعاملون بمثل هذا العنف ويعادون بطريقة غير إنسانية في الوقت يتم الترحيب بالأوكرانيين؟

الجواب على هذا السؤال قدمه زعيم الحزب الإسباني اليميني المتطرف، فوكس، أمام البرلمان الإسباني يوم الأربعاء الماضي. وأكد سانيتاغو أباسكال قائلا: "لأن هؤلاء (الأوكرانيين) هم لاجئون حرب حقيقيون، يجب الترحيب بهؤلاء النساء وهؤلاء الأطفال وكبار السن في أوروبا.

الآن يجب على الجميع أن يفهم تماما الفرق بين تدفق اللاجئين اليوم وغزو الشباب في سن التجنيد ومن أصول إسلامية الذين عبروا حدودا مختلفة من أوروبا في محاولة لزعزعة استقرارها واستعمارها".

تدخل لاقى ترحيبا واسعا في قبة البرلمان الإسباني دون أن يحرك الصحافة المحلية... دليل قاطع على أن العنصرية وكراهية الإسلام تجتاح أوروبا اليوم وأن إسبانيا لم تدفن بعد الخوف من غزو عربي-إسلامي جديد.

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 09/03/2022 على الساعة 17:00