وبهذه الواقعة، تكون الجزائر قد جسدت سياستها القائمة على السلاح، والتي لا يتم النظر خلالها لحياة الأبرياء على الإطلاق. وتعود تفاصيل الحادث إلى يوم الخميس 31 يناير، إذ تعرض صياد تونسي شاب، كان بصدد الإبحار في الجزء التونسي من الحدود البحرية لبلده مع المياه الجزائرية، ليظهر مره أخرى الوجه الوحشي للجيش الجزائري المسلح، الذي واصل تحركات الرامية إلى قتل المدنيين العاجزين على الدفاع عن أنفسهم!
علاوة على ذلك، فإن الجيش الجزائري، غير المهني، لازال بصدد السير في رفع نسب الحوادث المؤسفة على الحدود! ولعل المواطنين القاطنين بالجهة الشرقية يعرفون هذا الأمر جيدا، و يشهدون على اللاوعي الذي يتعامل به الجيش الجزائري، ما جعل سمعته تزداد سوء وتدهورا خصوصا عندما يتعلق الأمر بـ"قتل المدنيين"!
موقف جبان وخسيس فعلا، وهو نفسه ما كان قد تسبب في حوادث دبلوماسية بين الرباط والجزائر العاصمة.
إن الدعوة التي أطلقها اليوم سفير الجزائر في تونس، الذي يدعى عبد القادر الحجار، تؤكد أن النظام الجزائري بات أكثر بغضا، سيما أن علاقاته سيئة للغاية مع أغلب بلدان الجوار: المغرب ومالي وليبيا والنيجر و... ما جعل تونس تحاول سنة بعد أخرى فهم هذا النظام المجاور لها، الذي أصبح يشكل عقبة حقيقية أمام استقرار المنطقة.