لمدة 17 سنة.. مصنع جزائري يدس مواد مخدرة في عصير للشباب

DR

في 23/12/2018 على الساعة 19:45

أبرقت وزارة التجارة الجزائرية، أول أمس الجمعة، إلى جميع المديريات التنفيذية حول البلاد، للتعجيل بسحب أكياس مسحوق «آميلا»، الذي أثبتت التحاليل احتواءه على مواد مخدرة تؤثر على العقل.

الوزارة أعطت مهلة تمتد إلى غاية يوم 28 من الشهر الجاري، من أجل السحب الكلي للكمية الموزعة على مستوى المتاجر ونقاط البيع، مع تكثيف حملات التحسيس لمقاطعة المنتج، سيما على مستوى المؤسسات التعليمية، ووصل ضغط مفتشيات المراقبة وقمع الغش إلى التهديد بالمتابعات القضائية وفرض عقوبات على كل تاجر يسوّق المنتج بعد 28 من الشهر الجاري.

التحقيقات والتحاليل المتواصلة بشأن عصير «آميلا» توصلت إلى احتوائه على مواد كحولية، تُستخدم كأنها مؤثرات عقلية؛ هذه المواد تجعل المستهلك مدمناً المادةَ، خاصةً فئة المراهقين والشباب.

وأكد سمير بن خالف، من فرقة مكافحة الغش التابعة لوزارة التجارة، حسب عربي بوست، أن التحاليل المخبرية التي أُجريت على مسحوق «آميلا»، الموجَّه للاستهلاك باعتباره عصيراً، أثبتت احتواءه على مادة «بيرازوليس» المخدرة.

وفور اكتشاف هذه المادة كما يذكر بن خالف لـ «عربي بوست»، قررت وزارة التجارة اقتحام المصنع الذي ينتج هذا العصير بولاية البليدة (70 كم جنوب العاصمة الجزائر)، ليتأكد أعوان مكافحة الغش من استعمال مادة «بيرازوليس» في إنتاج «آميلا»، ويضيف بن خالف: «المراقبة المفاجئة من أعوان مديرية التجارة بولاية البليدة تكللت بتشميع المصنع الأحد الماضي، قبل قرار الغلق النهائي الأربعاء الماضي، مع فرض مراقبة على جميع المتاجر والمحلات التجارية».

وكان وزير التجارة، سعيد جلاب، قد أكد أن مَصالحه توصلت إلى اكتشاف مواد كحولية تُذهب العقل تُستخدم في مشروب «آميلا»، وأكد غلق المصنع بولاية البليدة، مع متابعة مُسيّريه قضائياً.

و»آميلا» عبارة عن مسحوق معبّأ في أكياس، يتم مزجه مع الماء لصناعة مشروب متعدد النكهات والألوان، ينشط بالسوق الجزائرية منذ 17 سنة، وأوضح سمير بن خالف، من فرقة قمع الغش بوزارة التجارة، لـ «عربي بوست»، أن «المصنع دخل حيز الإنتاج سنة 2001، بعد كل الإجراءات القانونية والإدارية، التي لم تكن تعترض على هذه المادة الاستهلاكية، ولا حتى على إنشاء المصنع».

التحاليل الأولية على المنتج، بحسب بن خالف، «كانت تؤكد سلامة المسحوق، واحترامه المعايير المعمول بها في الإنتاج، وإضافة مادة بيرازوليس ربما كانت في الأشهر الأخيرة فقط».

لكن مراد غولام، من جمعية حماية المستهلك الجزائري، يعتبر أن مسيّري المصنع كانوا يخدرون الجزائريين منذ 17 عاماً، ووضع علامات استفهام، لبقاء القضية مخفية منذ تلك الفترة. وأضاف غولام لـ «عربي بوست»: «المستهلك الجزائري أصبح ضحية لهذه المعاملات التجارية، ووزارة التجارة تتحمل جزءاً كبيراً من هذه المعاملات، التي ما كانت لتكون لو تابعت دفاتر شروط الإنجاز والإنتاج، وقامت بالمراقبة المستدامة للمصنع كغيره من المصانع ومؤسسات الإنتاج». وتابع: «الجمعية كثيراً ما تتحفظ على بعض المنتجات، كما حصل مؤخراً بشأن القهوة المعبّأة محلياً في بعض الشركات الخاصة. لكن افتقارها إلى مخابر خاصة، واعتمادها على صفقات مع بعض المخابر جعلا عدداً من المنتجات بعيدة عن الرقابة، كما هو شأن منتج آميلا». وطالب غولام وزارة التجارة بتعجيل سحب مادة «آميلا» من جميع الأسواق والمحال التجارية عبر ربوع الوطن.

خرجت ولاية البيض بالجنوب الغربي للجزائر العاصمة، بمراسلة رسمية وجَّهتها إلى مديرية التربية، ومن ثم إلى جميع مديري المؤسسات التربوية في 11 من الشهر الجاري ، تمنع فيها التعامل مع موزعي مشروب «آميلا»، وقالت المراسَلة إن التحاليل المخبرية أكدت احتواء المسحوق على مادة مهلوسة، يستعملها المراهقون والشباب باعتبارها مخدراً عقلياً.

وضغط والي الولاية على مدير التربية ومديري المؤسسات التربوية من أجل سحب المنتج، ومنع تقديمه للتلاميذ في أي من الوجبات، وهي التوصيات التي سارعت للعمل بها الولايات المجاورة كالأغواط، الجلفة، وتيارت.

في 23/12/2018 على الساعة 19:45