ذاكرة درب: حي «بني يدر» بمدينة طنجة.. ماضي عريق وحاضر يكتب التاريخ

ذاكرة درب: حي "بني يدر" بمدينة طنجة.. ماضي عريق وحاضر يكتب التاريخ

في 27/03/2025 على الساعة 21:00

فيديوتحول حي بني يدر بالمدينة العتيقة لطنجة إلى واحد من أشهر الأحياء التي تمت إعادة تأهيلها وفقا لبرنامج طنجة الكبرى، وهو أحد أحياء الشهيرة بالمدينة القديمة الذي كان له الفضل في كتابة تاريخ عظيم لعاصمة البوغاز والذي كانت تقطنه شخصيات كبيرة.


عاش في حي بني يدر أو « حومة بنيدير » كما يطلق عليه عديد من الشخصيات الثقافية والفنية من قبيل أحمد سكيرج، والعربي بن محمد التمسماني ورحيمو المدني وعلي يعتة وجيل من العلماء والمفكرين والادباء الى جانب عدد من الشخصيات اليهودية التي عاشت بالحي اليهودي الذي يتواجد بالحي.

وفي حي بني يدر توجد المفوضية الأمريكية في طنجة وهي أول ملكية دبلوماسية حصلت عليها الولايات المتحدة، وأقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، وهي أيضا المعلمة التاريخية الوطنية الوحيدة خارج الأراضي الأمريكية، حيث كانت المفوضية مسرحاً للعديد من الأحداث المهمة في التاريخ الأمريكي والمغربي والعالمي.

وتشمل هذه الأحداث المفاوضات على معاهدة منارة سبارتل، وهي إحدى أولى الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة، فضلا عن الاتفاقيات المبرمة مع المغرب لتسهيل النقل البحري والتجارة.

وكانت المفوضية الأمريكية عبارة عن بعثة دبلوماسية أمريكية من عام 1821 حتى الستينيات، عندما أصبحت مدرسة للغات الدبلوماسية ثم مركزاً لتدريب فيلق السلام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تم تشغيلها كمتحف ومركز ثقافي ومكتبة أبحاث من قِبَل معهد المفوضية الأمريكية للدراسات المغربية.

وعاش في حي بني يدر أحد علماء ذلك العصر ويتعلق الأمر بمحمد التمسماني الطنجي الذي تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في كتّاب الحي، ثم درس علوم الشريعة والأدب على علماء وشيوخ طنجة في عصره، ومنهم العربي المدور، ومحمد العماري، ودرس على شيوخ فاس الذين كانوا يعملون بالقضاء في طنجة، ومنهم محمد زويتن، وأبوشعيب الدكالي، والطيب بن كيران، وعبد السلام الهواري.

وتخرجت من حي بني يدر أول امرأة تكتب في الصحف والجرائد ويتعلق الأمر برحيمو المدني، هذه السيدة ولدت في طنجة في 20 غشت 1921 وتوفيت في مدينة تطوان في 6 يناير 1984، وهي أول امرأة مغربية كتبت في الصحف (بجريدة الريف التطوانية في أكتوبر 1936) ونادت من خلال كتاباتها إلى تعليم المرأة، حيث كانت رحيمو المدني قد درست بالمدارس الاسبانية وأتقنت لغتها إلى جانب اللغة العربية والفرنسية والانجليزية وعينت في 1935 مدرسة للغة العربية بالمدرسة الإسلامية للبنات بشفشاون، ثم عادت -على التوالي- إلى طنجة ثم تطوان للقيام بمهام تدريسية، وفي سنة 1964 نالت الإجازة في الآداب من جامعة غرناطة.

وعاش في حي بني يدر بطنجة أحد أكبر المفكرين والكتاب الصحفيين، محمد أسد، الذي درس الفلسفة في جامعة فيينا، وقد عمل مراسلا صحفيا. وبعد منحه الجنسية الباكستانية تولى عدة مناصب منها منصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك. وطاف العالم ثم استقر بين طنجة وإسبانيا. وتوفي ودفن في غرناطة. ويعتبر محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيرا.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 27/03/2025 على الساعة 21:00

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800