الـ«تروتينات» الكهربائية: نحو تنظيم استخدام هذه الآلات التي أحدثت ثورة في التنقل بالمغرب

شابتان تمتطيان تروتينيت كهربائية

شابتان تمتطيان تروتينيت كهربائية

في 27/03/2023 على الساعة 18:30, تحديث بتاريخ 27/03/2023 على الساعة 18:30

فيديوأصبح المغاربة يلجؤون بشكل متزايد للتروتينات الكهربائية من أجل التنقل. لكن هذه الآلات قد تتعرض أحيانا للصدمات والحوادث التي يمكن أن تعرض السلامة الجسدية للسائقين للخطر. ومن هنا جاء التفكير في وضع قانون يروم إلى تقنين استعمالها في المملكة.

تتقاسم التروتينات الكهربائية الطريق مع السيارات ويتزايد استخدامها بشكل متزايد في شوارع أكبر مدن المغرب. فعلى سبيل المثال، قام العديد من سكان الدار البيضاء بالتخلي عن سياراتهم ووسائل النقل التقليدية الأخرى لفائدة هذه الآلات الصغيرة (12-14 كلغ) المجهزة بمحرك كهربائي وبطارية ليثيوم أيون، يتم التحكم فيها بواسطة أزرار ومشغلات موضوعة على المقود، والتي قد تصل سرعتها إلى 25 كم في الساعة.

تتيح هذه الآلات الكهربائية الصديقة للبيئة والمريحة تجنب الاختناقات المرورية المتكررة في ساعة الذروة ومشاكل وقوف السيارات في العاصمة الاقتصادية. ويمكن لمستخدمي الترام طيها بسهولة طوال مدة الرحلة.

يستخدم رضا تروتينات كهربائية في تنقلاته داخل المدينة. منذ أن جربها، لم يعد ينفصل عنها. وأسر لنا رضا وتبدو على محياه الابتسامة قائلا: «استعمل السكوتر منذ عامين. لم أعد أتنقل بسيارتي، فأنا أفضل استخدامها في رحلاتي اليومية لرؤية أصدقائي وعائلتي، أو التسوق في الدار البيضاء، أو الذهاب إلى العمل».

يقوم هذا المتخصص في مجال المعلوميات بإعادة شحن بطارية آليته كل ثلاثة أو أربعة أيام، مما يسمح له بقيادتها بهدوء لمسافة 30 كم. وأضاف «لم أواجه أبدا مشكلة مع التروتينات. المشكلة الوحيدة كانت ذات طبيعة ميكانيكية بعد المرور بطريق غير صالحة».

حماس متزايد

ازداد الحماس لاستعمال التروتينات الكهربائية بشكل خاص خلال أزمة كوفيد-19، وهي فترة تميزت بالقيود المفروضة على التنقل. « لقد شهدنا زيادة في الطلب على التروتينات الكهربائية في السنوات الأخيرة، خاصة منذ بداية أزمة كوفيد-19.

في الواقع، مع فرض الحجر الصحي في جميع أنحاء العالم، أصبح الناس يفضلون استعمال التروتينات الكهربائية كوسيلة نقل بديلة للسيارات والدراجات النارية. كما ساهم الارتفاع في تكلفة المعيشة والمحروقات في نمو هذا السوق »، يؤكد يحيى وهشام، مؤسسا « ويسليد » (Weeslide)، وهي شركة متخصصة في بيع التروتينات الكهربائية عبر الإنترنت.

هذه الشركة، التي تم تأسيسها في عام 2021، ليست الشركة الوحيدة في السوق المغربية. هناك شركات أخرى أيضا بتطوير أنشطتها في هذا المجال. هذه هي حالة هوبلاموب (Hoplamob). مؤسسها عزيز بنسليمان، الذي يعتبر نفسه من المدافعين عن النقل البيئي، انخرط في هذه المغامرة منذ عام 2020. في متجره الواقع في أحياء الدار البيضاء، يقدم تروتينات بأسعار تتراوح بين 4000 و11000 درهم. وأوضح قائلا: «نعرض أيضا تروتينات للإيجار بقيمة 25 درهما لمدة 10 دقائق أو إيجارا شهريا للشركات والشركاء في القطاعين العام والخاص».

ووفقا لمحاورينا، يتراوح سعر التروتينات المستوردة من الصين والدول الأوروبية، مثل سويسرا، من 4000 إلى 14000 درهم تقريبا.

يتكون زبناؤهم من الأفراد والمهنيين، بما في ذلك الفنادق ومتعهدي الحفلات والبائعين وشركات التأجير. زبناؤهم رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 12 و 55 عاما. وقال عزيز بنسليمان، الذي يقدم أيضا قطع الغيار وخدمة الإصلاح على غرار زملائه في المهنة، « معظم زبنائنا تبلغ أعمارهم 40 سنة، 40٪ منهم من النساء ».

نحو تقنين استعمال التروتينات

بالرغم من أن التروتينات الكهربائية سهلة الاستخدام واقتصادية، فإنها مع ذلك لا يخلو استعمالها من الأخطار التي تتعرض لها باقي وسائل النقل. يدخل المستخدمون أحيانا في اشتباكات مع سائقي السيارات، وقد يتعرضون لحوادث السير. البعض منهم، الذين يقودون آلتهم بشكل غير لائق، غالبا ما يعرضون السلامة الجسدية للمارة للخطر.

ووعيا للتطور السريع لهذه الظاهرة، أعلنت وزارة النقل واللوجستيك عن وضع قانون لتقنين استخدام التروتينات الكهربائية في المملكة. قانون سيمكن على وجه الخصوص من الموافقة على أنواع الآليات المرخص لها بالاستعمال في النقل، وتحديد السرعة المرخص بها، والالتزام بارتداء خوذة وغيرها من معدات الحماية، وكذلك شروط الاشتراك في التأمين للمستخدمين. وأكد عزيز بنسليمان قائلا: «لقد ناضلت منذ فترة طويلة من أجل سن قانون لتقنين استخدام التروتينات الكهربائية، باعتباري فاعلا في هذا المجال. نحن على استعداد للمشاركة في تطبيقه. لكن لا يجب علينا أن نأخذ القانون الأوروبي ونستورده، بل علينا تكييفه مع السياق المغربي».

نفس الأمر بالنسبة للمسؤولين في شركة « ويسليد » الذين يؤكدون أنهم «يؤيدون تنظيم قطاع التنقل الكهربائي لحماية المستخدمين وضمان سلامتهم من خلال الاشتراك في التأمين على وجه الخصوص وتجنب الأعطاب والحوادث الناجمة عن استخدام منتجات غير مرخصة ». بالنسبة لرضا، على وجه الخصوص، « هذا أمر جيد جدا. لقد حان الوقت للتقنين والحماية من خلال التأمين. إنها ليست لعبة، يمكن أن تصل السرعة إلى 25 كم في الساعة. سيسمح القانون أيضا لمستخدمي السكوتر بأن يكونوا أكثر احتياطا في الطريق».

إن استخدام التروتينات الكهربائية، التي أصبحت بديلا حقيقيا للتنقل داخل المدن، أصبح مقننا في العديد من البلدان حول العالم. ففي البرازيل، يجب على السائقين اجتياز اختبار قبل السماح لهم بقيادة بهذه الآلات. وفي فرنسا، صدر مرسوم بتاريخ 23 أكتوبر 2019 يفرض تزويدها بأضواء أمامية وخلفية، وأجهزة عاكسة للضوء، ونظام فرملة وجرس للتنبيه. يجب على السائق أيضا الحصول على تأمين ضد المسؤولية المدنية ويجب عليه فقط نقل شخص يبلغ من العمر 12 عاما أو أكثر. في مدن مثل مدريد ودبي ولندن، يكون استخدامها مشروطًا بحيازة رخصة سياقة. الكثير من المقتضيات التي يمكن أن تلهم المشرع المغربي.

تحرير من طرف إيليمان سيمبين
في 27/03/2023 على الساعة 18:30, تحديث بتاريخ 27/03/2023 على الساعة 18:30