محمد بن عبد السلام.. سيد الأغنية المغربية الزجلية وعميد الإبداع الموسيقي يغادر في صمت

ووفقا لما ذكرته عائلة الراحل، فقد وافته المنية هذا الصباح ببيته بمدينة سلا.

مسيرة حافلة بالإبداع

محمد بن عبد السلام، المعروف بلقب « سيد الأغنية المغربية الزجلية »، وُلد في مدينة سلا عام 1930. اسمه الحقيقي محمد التواشي، ونشأ في بيئة فنية ساهمت في صقل موهبته المبكرة.

بدأ رحلته الفنية من الميتم البيضاوي، حيث تعلّم العزف على آلتي العود والكمان، ثم انضم إلى الجوق الذي أسسه الفنان أحمد زنيبر.

منذ خمسينيات القرن الماضي، برز كأحد أعمدة الفن المغربي، حيث وقع على حوالي 250 عملاً موسيقيًا حملت توقيعه، غنّتها أصوات خالدة مثل إسماعيل أحمد، عبد الوهاب الدكالي، نعيمة سميح، ومحمد الإدريسي، بالإضافة إلى أسماء عربية بارزة كالفنانة التونسية علية.

أعمال خالدة تلامس الأجيال

ألحان محمد بن عبد السلام ليست مجرد أغنيات عابرة؛ بل أعمال خالدة تحمل عبق التراث المغربي وتواصل التأثير في الأجيال. من أشهر أعماله « سولت عليك العود والناي » لإسماعيل أحمد، و« البحارة » لنعيمة سميح، و« الظروف » لعبد الهادي بلخياط. كما ساهم في أعمال وطنية وقومية مثل « المجد العربي » التي سجلت بمناسبة انتصار حرب أكتوبر 1973، وقصيدة « صوت الأحرار » من شعر علال الفاسي.

بين الموسيقى التقليدية والحديثة

تميز بن عبد السلام بقدرته الفريدة على خلق تناغم بين الموسيقى التقليدية والحديثة، مما جعله رائدا في تطوير الأغنية المغربية. أسس جوق « الاتحاد السلاوي »، ثم تولى قيادة جوق المنوعات للإذاعة المغربية، وشارك في برامج إذاعية تركت بصمة، مثل « للأذن ذاكرة » و« سمر ».

اعتزال الفن بعد حادث مأساوي

في عام 1992، قرر محمد بن عبد السلام اعتزال الفن إثر حادث سير أقعده عن العمل. ورغم انسحابه من الساحة، ظل تأثيره حاضرًا عبر ألحانه وبرامجه التي أسست لنهج جديد في الإعلام المغربي.

وداعا لفارس الأغنية المغربية

برحيل محمد بن عبد السلام، تفقد الساحة الفنية المغربية أحد أعظم مبدعيها، لكن إرثه الفني سيبقى خالدا في وجدان عشاق الموسيقى المغربية، شاهدا على مسيرة استثنائية لرجل أعطى من قلبه وروحه للغناء المغربي.