يرى الباحث بأنّ مروع خالد أميد «اتسم بالثراء المعرفي والتجدّد الفكري لخلق تواصل خلاق ذي بعد إنساني. وهو ما تمثّل في طرحه لتناسج ثقافات الفرجة بوصفه فضاء بينيا تنتفي فيه الهويات الصلبة المؤسسة لحمق السلطة وجنون العظمة. وهكذا اتخذت كتاباته منحاً تصاعدياً بهدف مساءلة قضايا المسرح والفرجات بدءً من تفكيك الأسطورة الأصل إلى الهجنة وتناسخ ثقافات الفرجة ثم التفكير العابر للحدود. وهو ما جعل مشروعه مشروعاً منفتحاً على خلفيات نقدية ومعرفية عديدة مكنته من الوقوف عند الأنساق التي تمنع التواصل الفني وتعيق الحوار الثقافي. فتأكيد خالد أمين على تناسخ الثقافات هدفه إرساء وحدة إنسانية مشتركة وتلاحم بشري ودحض الهوية الأحادية التي تقودها الرؤية المتمركزة».
وتأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يُقدّم للباحثين المسرحيين أفقاً جديداً لقراءة أبحاث خالد أمين ودورها المركزيّ في صناعة أفق مسرحي جديد يغدو فيه النقد مؤثّراً بقيمته المعرفية ودلالاته الرمزيّة. وذلك لأنّ النقد ليس مجرّد كتابة على هامش العمل المسرحي، بل قوّة خفيّة وساحرة تدفع بالعمل المسرحي إلى الأمام، انطلاقاً من جهاز مفاهيمي عالم وخلاق. وبالتالي، فإنّ مثل هذه الدراسات تُقدّم وعياً دقيقاً بالتجارب النقدية داخل المسرح المغربي وتُعرّف بها وتكشف مفاهيمها وطريقة اشتغالها.