يُؤكّد جبريل بأنّه رغم الكتابات الكثير التي كُتبت عن محمّد شكري، لم يحظى الرجل بما يستحقّه على مُستوى توثيق سيرته في الأدب والحياة. إذْ غالباً ما قُدّم صاحب « الخبز الحافي » بطريقة ليست حقيقية. وهذا الأمر، ساهم في التشويش على أدب شكري وجعل الناس تتعامل معه على أساس أنّه ظاهرة، رغم أنّ هذا التوصيف كان يُقلقه. لهذا يرى طلحة جبريل بأنّ هذه السيرة الذاتية، هي الحقيقية لكونها المأخوذة من لسان شكري نفسه. وبالتالي، فإنّ الكتاب سيحُدّ من هذا التشويش، ويجعل الناس تقرأ أدب شكري وتتعرّف على مسار حياته الشخصية بطريقةٍ موازية مع أدبه. ويعتبر طلحة أنّ شكري يستحقّ أنْ تُكتب سيرته بطريقةٍ صحيحة، فهو من أهم الكتاب المغاربة الذين ترجمت أعمالهم إلى أكثر من 30 لغة. بل إنّ أدبه يمزج بقوّة بين شعرية الواقع والبحث عن منافذ جديد للتحرّر من هذا الواقع.
وعن سؤال الأسباب التي جعلت الناس تُصنّف كتابات محمّد شكري ضمن الأدب المحظور، يقول طلحة بأنّ الروائي حين يكتُب لا يضع أمامه الهاجس الأخلاقي، بقدر ما يتعامل مع حكايته وشخصياته بكامل الحرية، يُعطي للجسد إمكانات تعبيرٍ مُتحرّر من كلّ المسبّقات السياسية والثقافية والأخلاقية. وهذا النزوع صوب تخييل الجسد، قاد أدب محمّد شكري إلى اختراق مجتمع، بعدما أضحت روايته لها بعد كوني محض. ففي نظر جبريل طلحة أنّ الناس الذين يعتبرون بأنّ أدبه يبقى ضمن المحظور، فهم لا يعرفون أدبه وربما لم يقرؤون وبالتالي، لم يتلمّسوا قوّة كتاباته في تشريح الواقع المغربي.
جدير بالذكر أنّ محمّد شكري، مزج فيه تجربته بين القصّة والرواية والنقد والمسرح، رغم أنّ في القصّة صدرت له مجموعة واحدة هي « الخيمة » ومؤلّف يتيم في النقد بعنوان « غواية الشحرور الأبيض »، ثم مسرحية « السعادة ». هذا فضلاً عن مجموعة من الروايات مثل « الخبز الحافي »، « زمن الأخطاء »، « وجوه » ومجموعة من المذكّرات مع جان جنيه وتينسي وليامز وبول بولز.