وحسب بلاغ توصل LE360 بنسخة منه، ينظم هذا المهرجان تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، ويجسد شعار الدورة «احتفائية ماطا بربع قرن من الازدهار والتنمية في العهد الميمون للملك محمد السادس»، روح الامتنان والفخر بمسيرة تحولات كبرى شملت مختلف المجالات بالمملكة.
وكشف نص البلاغ أن هذه الدورة تتميز ببرنامج استثنائي، يجمع بين أصالة الموروث الثقافي الجبلي، وأبعاد التصوف المغربي، وانفتاح المغرب على محيطه الإفريقي والأوروبي. ومن أبرز مستجدات الدورة، افتتاح خيمة ثقافية تحتضن سلسلة من الندوات والمنتديات الفكرية، تسلط الضوء على أبرز الإنجازات التي شهدها المغرب خلال ربع قرن من عهد الملك محمد السادس، لا سيما في المجالات القانونية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن بين المحاور الرئيسة، تبرز ندوة خاصة حول الإصلاحات العميقة في مدونة الأسرة، وأخرى تحت عنوان « التراث والتنمية: تحالف في خدمة الاقتصاد الوطني »، بالإضافة إلى لقاءات تتناول الخطاب الروحي المتجدد المنبثق من مدرسة القطب الصوفي مولاي عبد السلام بن مشيش.
كما سيفتتح معرض كبير للمنتجات الفلاحية والصناعة التقليدية، بمشاركة أكثر من 80 عارضا من داخل المغرب وخارجه، من بينهم تعاونيات تمثل مختلف جهات المملكة من الشمال إلى الأقاليم الجنوبية.
وستعرف الدورة أيضا مشاركة دول إفريقية وأوروبية، من بينها موريتانيا، السنغال، الكوت ديفوار، بوركينا فاسو، وإسبانيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط الحضارية وتثمين الغنى المجالي والثقافي الذي يتميز به المغرب كمركز للتنوع والوحدة.
وسيكون الجمهور على موعد مع سهرات موسيقية كبرى تحييها نخبة من نجوم الفن المغربي والعالمي، من بينهم رضا الطلياني، Draganov، رشيدة طلال، فرقة جهجوكة برئاسة البشر عطار، عبدو السلاوي، سارة الطيارة، وخديجة الورزازية، وذلك في تجسيد حي للتنوع الثقافي والتلاقح الفني الذي يميز الهوية المغربية.
وتبقى لعبة “ماطا” الفلكلورية في قلب هذا الحدث الثقافي، حيث يتنافس الفرسان، بلباسهم التقليدي، على دمية مصنوعة من القصب، في مشهد يحتفي بتلاحم الإنسان والفرس، وتقاليد الأجداد. وتحمل اللعبة رمزية أخلاقية وروحية عالية، تجسد قيم الشرف، التحدي، والانتماء، وتمارس وفق طقوس دقيقة ترسخت منذ قرون.
كما تحتفي الدورة بإدراج تراث “ماطا” ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة الإيسيسكو عام 2023، في اعتراف دولي بمكانته الرمزية والحضارية.
ونوهت نبيلة بركة، رئيسة الجمعية العلمية للعمل الاجتماعي والثقافي، في البلاغ ذاته، بالصدى الإعلامي الواسع الذي حققته دورات المهرجان السابقة، مشيرة إلى تجاوزه 100 مليون مشاهدة عبر القنوات والمنصات الرقمية، مما يعكس حجم الشغف الوطني والدولي بهذا الحدث الفريد.
وتتوج الدورة بلحظة احتفالية رمزية كبرى يوم الأحد المقبل، تستعيد قيم المحبة والتآخي والتآزر، مستحضرة التعاليم الروحية للقطب مولاي عبد السلام بن مشيش، باعتبارها نداء كونيا للسلام في عالم متعطش للسكينة والانسجام.
وأكدت الجهة المنظمة أن مهرجان « ماطا » في نسخته الجديدة لا يعد مجرد تظاهرة فنية أو رياضية، بل هو تلاحم بين الذاكرة الجماعية والحداثة، بين الروحانية والتنمية، وبين الأصالة والانفتاح، في صورة تعكس المغرب المتجدد.
