في هذا الدرس الافتتاحي، سيُحاول أفاية أنْ يقترح بعضاً من الأفكار المُشتركة بين السينما والفلسفة، وذلك من المنظور المعرفي الذي يهتمّ به والمُتعلّق أساساً بفكر الصورة. وهو انشغالٌ أكاديمي حقّق من خلاله أفاية تراكماً كبيراً في مجال السينما. وقدّم عبر هذه الكتب مجموعة من الأسئلة الفكريّة ذات الصلة بالفلسفة والسينما والتعامل مع الفيلم بوصفه أفقاً للتفكير. واستطاع صاحب « الزمن المُنفلت » على مدار سنوات العمل على بلورة خطاب فكري يُحاول أنْ يُلامس جوهر الصورة السينمائية ويتعامل معها كوثيقةٍ بصريّة قادرةٍ على أنْ تعطي للباحث إمكانات للتفكير في بعضٍ من القضايا ذات الصلة بالواقع. ومنذ كتابه الأوّل « الخطاب السينمائي بين الكتابة والتأويل » برز اسمه كواحدٍ من الأكاديميين المهتمّين بالدرس السينمائي ممّن يتعاملون مع السينما كفضاء للتفكير.
حرص أفاية في السنوات الأخيرة، على أنْ يكون موضوع السينما كأحد الموضوعات الأساسية في مشروعه الفكري، فبعدما عُرف باهتمامه بموضوعات النقد والنهضة والديمقراطية والفكر العربي الإسلامي والذات، يُطالعنا أفاية في السنوات الأخيرة باهتمامه البالغ بفكر السينما وبقُدرتها على تزويد الباحث بمفاهيم ونظريات قادرة على التأثير في مشروعه الفكري. على هذا الأساس، سيُتيح هذا الدرس الافتتاحي إمكانية كبيرة بالنسبة للباحثين الشباب لمعرفة حدود العلاقة بين السينما والفلسفة وحدود التأثير والتأثّر، سيما وأنّ هذا المجال البحثي، رغم ما حققه الباحثون من تراكم كمّي، فهو ما يزال يطرح أسئلة قوية على المنشغل بالدرس السينمائي في علاقته بالفكر.