كيف استطاع الكاتب السعودي أسامة المسلم أن ينافس نجوم الغناء والتمثيل؟

أثبت أسامة المسلم، الكاتب السعودي الشهير، أن الزحام الشديد ليس حكراً على نجوم الغناء والتمثيل. في مشهد نادر، تسبب حضوره في حفل توقيع كتاب في المغرب في حالات إغماء، مما دفع السلطات لإلغاء الحفل خوفاً من وقوع حوادث تدافع. هذه الشعبية الهائلة تبرز ما يتمتع به المسلم من حضور قوي وشهرة واسعة.

ردود أفعال متباينة

خلفت الواقعة ردود أفعال متباينة في أوساط مثقفين مغاربة، بين من اعتبر الأمر إيجابيا في زمن انخفضت فيه نسبة المقروئية (خاصة في أوساط الفتيات والشباب) إلى مستوى جد متدني، وبين من شكك في ما وقع واعتبره « مصطنعا ».

ويقول ناشرون وعاملون في تنظيم معارض الكتب، إن ظهور المسلم في المعارض العربية أصبح حدثا جماهيريا مؤثرا يكشف عن تأثير تكنولوجيا الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي في توجيه خيارات القراء.

ويشير البعض إلى أن الزخم الذي يصاحب هذا الكاتب السعودي لا يأتي من فراغ، بل جراء تعاقد ناشر أعماله مع شركات متخصصة في هذا المجال، تتولى تنظيم حفلات توقيع لمؤلفاته.

ويشير البعض الآخر إلى أن نجاح كاتب خليجي في اختراق السوق المغاربي ومعارض شمال إفريقيا إشارة إلى تحولات مهمة، حيث جرت العادة أن يقترن حضوره بمعارض الكتب في دول الخليج العربي وليس خارجها.

وقال الكاتب والباحث أحمد عصيد إن الازدحام الذي وقع في معرض الكتاب « لا يعني أن الرواية التي كان الكاتب السعودي بصدد توقيعها مهمة جدا أو في مستوى راق من الأدب، أو أن الكاتب كبير ومهم.. بل حدث ما حدث لأن المعايير اليوم انقلبت رأسا على عقب ».

وعزا عصيد واقعة الازدحام هاته إلى كون الكاتب السعودي « استفاد من دعاية مضاعفة عن طريق استغلال شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لأعماله بواسطة قنوات سمعية بصرية ».

ورفض عصيد انتقاد الظاهرة والتقليل من أهميتها، معزيا ما وصفه بالنجاح الباهر إلى « أدب الخيال » الذي تخصص فيه الكاتب السعودي أسامة المسلم، والذي « وجدت فيه فئات كبيرة من الشباب والفتيات الملجأ من صعوبات الحياة، من خلال الهرب من الواقع المظلم إلى الحلم الواسع.. ».

« بالنسبة لي شخصية، أعتبر ما حدث للكاتب السعودي بالرباط، رسالة إلى الكتاب المغاربة لكي لا يتكتفوا بالكتاب فقط، بل عليهم أن يبدلوا بعض الجهد في التسويق لأعمالهم الأدبية والفكرية عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.. وسيرون يوم التوقيع بأن الجماهير ستكبر »، يقول عصيد مستخلصا الدرس من واقعة الازدحام المثيرة للجدل.

من هو أسامة المسلم؟

يبلغ أسامة المسلم من العمر 47 عاماً، وهو من مواليد مدينة الأحساء بالمملكة العربية السعودية. عاش جزءاً من طفولته في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يعود إلى الأحساء ليكمل دراسته. وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الملك فيصل ويعمل حالياً محاضراً في الكلية التقنية بالأحساء.

استهل الكاتب الشاب مسيرته عام 2015، بإصدار رواية خوف التي صدرت عن دار مركز الأدب العربي، وحققت رواجاً في العالم العربي.

ذاع صيت المسلم روائياً فنتازياً، يطرق أبواب عوالم الخيال والتشويق في سياق غرائبي مثير لشهية الفئات العمرية الأصغر سناً.

مسيرته الأدبية

برع المسلم في كتابة الروايات من نوع الفانتازيا والفانتازيا التاريخية، والتي تتميز بالسرد السينمائي المتقن والحوارات القوية والنهايات غير المتوقعة. هذا الأسلوب جذب قطاعاً واسعاً من الشباب والمراهقين، ما جعل العديد من القراء يرشحون أعماله لتحويلها إلى أفلام على شاكلة « هاري بوتر ».

أهم مؤلفات أسامة المسلم

صدرت للمسلم 32 رواية من أشهرها «الدوائر الخمس» و«مخطوطات مدفونة» و«صخب الخسيف 3» و«صراع الملكات العرجاء» و«ثورة الحور» و«وهج البنفسج» و«عرين الأسد» و«بساتين عربستان» و«الساحرة الهجين» و«عصبة الشياطين» و«رياح وهجر»، وثلاثية بعنوان «خوف»، يجري تحويلها إلى مسلسل درامي.

أسلوبه وجمهوره

يشتهر أسامة المسلم بأسلوبه الجذاب والمشوق المليء بالسحر والرعب، مما يجتذب قطاعاً عريضاً من الشباب والمراهقين. بدأ مسيرته الأدبية بنشر أولى رواياته في عام 2015 على نفقته الخاصة، بعد رفض الناشرين تبنيها، ليحقق نجاحًا كبيرًا ويكتسب جمهورًا واسعًا، حتى أطلق عليه البعض لقب « هاري بوتر العرب ».

أسامة المسلم اليوم هو أحد أبرز الروائيين في العالم العربي، بلقب « هاري بوتر العرب »، ويواصل جذب مئات الآلاف من القراء المتلهفين لكل جديد يصدره.