لكن مع الشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان، بدا الشعور غريبا ومتخففا من حالة الامتعاض التي أصاب بها لحظة قراءة بعض النصوص. لا لأن رواية ياسين عدنان قد صدرت في ترجمتين فرنسية وانجليزية، ولكن من قدرته على الإمساك بتلابيب روايته وتحكمه في شخصياته ونحت مساراتها المتقاطعة بين الواقعي والغرائي في سلوك شخصية رحال العوينة ومدى تطابقها على مستوى تشخيص الواقع. كما أن اللغة أكثر تحررا من تقريريتها السردية، فهي تنزع دوما صوب التجريد اللغوي، وذلك بما يجعلها من حيث تشكلها قريبة من الشعر لا من السرد.
فالشعر هو من يوجه السرد ويجعله ملتحما بمسام الواقع. وفي هذا الأمر ما يستحق التأمل والتشجيع ومتابعة القراءة. ولأن ياسين عدنان، حرص منذ الأول على تقديم روايته باعتبارها ذات نزعة كوميدية حيوانية، فإنه آثر الابتعاد عن مواضيع التاريخ والذاكرة والسياسة وغيرها من الموضوعات المألوفة داخل الرواية المغربية. فهو لم يوظف التاريخ لإدانة الحاضر، بل جعل من هذا الأخير ووسائل تواصله الاجتماعي مختبرا للتفكير في أمراض ومآزق المجتمع من خلال شخصية رحال العوينة. فالتاريخ يحضر لكن باعتباره حاضرا يقرأ فيه ياسين عدنان تموجات الذات وزئبقيتها أمام طوفان الإنترنت ومدى تأثيره على حياة الفرد، وجعله يعيش نجومية مصطنعة الصورة ومستلبة المعالم.
بمناسبة برنامجه الجديد « في الاستشراق » وبعض القضايا المتّصلة بالرواية والترجمة والإعلام الثقافي، كان لنا معه هذا الحوار:
ياسين عدنان، من الشعر إلى القصة ثم الرواية وصولا إلى الإعلام. لماذا كل هذه الأجناس الأدبية، بدل الانتماء إلى جنس أدبي واحد؟
لكن أيّ ضرر في أن يكون المرء مغربيا وعربيا ومسلما ومتوسطيا وإفريقيا في الآن ذاته؟ فهذه عناصر هويتنا المتعدّدة بطبيعتها. لا يلغي هذا البُعدُ ذاك. فالأصل في الإنسان هو التعدّد. هذا عن الإنسان بشكل عام، فما بالك بالكاتب؟ الكاتب شخص مهنتُه الحرف والكلمة واللغة، ويكفي أن يمتلكَ ناصيتَها ليصير من حقّه تطويعُها في أيّ اتّجاهٍ يريد، حسب احتياجاته التعبيرية ومهاراته الكتابية.
ثم لنكن صرحاء، هذه أسئلةٌ لا تُطرَح إلّا في عالمنا العربي. وإلّا فانظر عبر العالم كيف أن لا أحد يُلزم الكُتّاب بالاقتصار على جنس أدبي واحد. فبوشكين كان شاعرًا وروائيًّا ومسرحيًّا. فيكتور هوجو شاعر وروائي. غوته شاعر وروائي. إدغار آلان بو شاعر وقاص. سرفانتس شاعر وروائي ومسرحي. بورخيس شاعر وقاص.
هذه مجرد أمثلة يمكنك القياس عليها لتكتشف أن أغلب الكُتّاب العالميين كتبوا في حقول الشعر والسرد والنقد والصحافة. وهذا السؤال - الذي يحاصر الكاتب العربي بنبرة استنكار في الغالب - لم يكن مطروحا أصلًا لديهم، فحِرْفةُ الأدب جامعةٌ لكل أجناس الكتابة ومجالاتها.
هل تعتقد أن طبيعة الحياة اليوم في فوضاها تفرض هذا النمط من الكتابة القائم على التعدّد والتجريب؟
التعدّد ليس وليد هذا الزمان ولا حكرًا على أهله. فإذا كنتُ قد أعطيتك أمثلة من أدباء الأمم الأخرى فالتَّعدُّد أصيلٌ في ثقافتنا وليس وليد تحوّلات الحياة المعاصرة. هل أذكِّرُك بأبي العلاء المعري صاحب الديوانين الشهيرين « سقط الزند » و« اللزوميات »، الذي منح السرد العربي واحدة من أجمل تُحفِه « رسالة الغفران »؟ هل أذكرك بابن المعتز وابن عربي وابن حزم واللائحة طويلة مرة أخرى؟ بل إن التَّعدّد لدى العرب القدامى كان متجاوِزًا لأجناس الأدب المختلفة إلى مختلف فروع المعرفة.
فتجد الواحد منهم شاعرًا وطبيبًا، يكتب في الشعر والأدب والفقه والفلسفة والفلك والموسيقى والرياضيات. لا أدري لماذا أفكر الآن في ابن زهر الشاعر الطبيب، وفي ابن طفيل الطبيب والوزير والقاضي والفيلسوف صاحب إحدى أكثر السُّرود العربية تأثيرًا في الغرب: « حي بن يقظان ». ولولا خوفي من الإطالة لأضفتُ أسماء أخرى عديدة للتأكيد على أنّ الإصرار على رهن هذا التعدّد بحياتنا المعاصرة افتراضٌ لا يسنده تاريخ الأدب العربي.
صدرت لك مؤخرا الترجمة الإنجليزية لروايتك « هوت ماروك »، وكانت ترجمتها الفرنسية قد صدرت في السنوات الماضية. في رأيك، ماذا يمكن أن تقدّمه هذه الترجمة بالنسبة لوجه إعلامي مألوف مثل ياسين عدنان؟
لا أعتقد أن ترجمة « هوت ماروك » إلى الانجليزية والفرنسية قد تُفيد كاتبها، بقدر ما أتصوَّرُها مفيدةً للعمل الأدبي ولأدبنا المغربي المكتوب بالعربية الذي يُعاني فعلًا من عُسرٍ في الوصول إلى القارئ الأجنبي.
هل تعرف مثلا أن دور النشر الفرنسية حينما تترجِم الأدب العربي تختار نصوصًا مصرية أو سورية أو لبنانية أو عراقية. كل الآداب العربية مُرحَّبٌ بها إلّا الأدب المغربي. هل تعرف لماذا؟ لأنهم يزعمون أنّ المغاربة يكتبون أساسًا بالفرنسية.
هكذا يجد الكُتّاب المغاربة بالعربية أنفسهم مُستبعَدين على أساس أن زملاءهم ممن يكتبون مباشرة بلغة موليير فيهم الكفاية. لهذا تحديدًا نعتبر اليوم ترجمة رواية مغربية عربية إلى الفرنسية بالذات حدثًا يستحق الاحتفاء.
هل تعتقد أن الترجمة الأدبية ماتزال تلعب دورها الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب، رغم الفرق الواضح والشاسع بين الثقافة الغربية ونظيرتها العربية؟
طبعًا للترجمة الأدبية دور أساسي يمكنها أن تلعبه في مدِّ الجسور ما بين الشرق والغرب. أهمُّها أنها تُتيح للقارئ الغربي فرصة أن يتجاوز الخطاب السياسي والإعلامي المُنمَّط المختزَل والمختزِل لنا ولصورتنا.
ويبقى الأدب أقدر من غيره على محاصرة وفضح خطاب نشرات الأخبار المكرور والمُنمَّط. الأدب يقترح خطابًا آخر، أكثر إنسانيةً وتعقيدًا. الظواهر التي تُقدَّم مختزلةً في نشرات الأخبار تصير مُعقَّدة في الأدب.
ومن يقدِّمه الإعلام كمُجرمٍ مُدان نكتشف في الأدب أنه ضحية في العمق وهكذا. لهذا ينصفنا الأدب أكثر. ولهذا نرى أن وزارات الثقافة لدينا ومعها مؤسساتنا الثقافية الرسمية والأهلية مُطالبةٌ بالاستثمار في مجال دعم ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية وذلك لتصحيح الاختلال الحاصل حاليا في الميزان التّرْجمي، ذاك أننا نترجم من الغرب وعن الغرب أضعاف ما يترجمه الغرب من أدبنا.
في الرواية اشتغلت على وسائل التواصل الاجتماعي وجعلت من شخصية رحّال العوينة مدخلا لتقديم صورة عن حقيقة الكائن وتعطُّشه إلى الشهرة داخل المغرب. هل ترى أن القارئ العربي قد وصل إلى مكانةٍ تجعله يُشرّح أعطاب ذاته ومجتمعه وتاريخه انطلاقًا من رواية؟
أعتقد أن الكاتب العربي هو الذي يجب أن ينجح في تشريح أعطاب مجتمعه انطلاقا من نص سردي، ورأيي أنّ العديد من كُتَّابنا العرب نجحوا في هذه المهمة. دور القارئ هو مغادرة منطقة التلقّي السلبي ليتفاعل بشكل نبيه إيجابي مع المقترحات الفكرية والجمالية لهذه الأعمال.
هذه ملاحظة أولية على سؤالك، وإلَّا، فما شغلني بالأساس في « هوت ماروك » هو كيف صرنا نقضي وقتًا طويلًا أمام شاشات الكومبيوتر مرتبطين بالشبكة العنكبوتية، دون أن يهتمَّ أدبنا العربي بهذا النشاط الحياتي الجديد وفضاءاته المُسْتَحدَثة.
لقد كتبنا الكثير عن القرية والمدينة والحارة والمسجد والسوق والمقهى والحانة، فلِمَ لا نكتب عن الفايسبوك مثلا هو وغيره من العوالم الافتراضية وفضاءات التواصل الاجتماعي التي بِتْنا نقضي فيها الساعات الطّوال وتحوّلت فعلا إلى فضاءات عيش موازية لنا؟
السؤال الثاني الذي كان يشغلني هو: هل حينما ننتقل للفضاء الافتراضي نتحوَّل إلى أرواح أثيرية هيمانة؟ أم أننا نحمل معنا كلّ أعطابنا الروحية والنفسية؟ لهذا اخترتُ شخصية رحّال العوينة، الجبان الرِّعديد خامل الذِّكر، الذي لم يكن متعطِّشا للشهرة كما جاء في سؤالكم، بل إلى الرغبة في الانتقام من كل مَن قَهره وأساء له في العالم الواقعي.
هكذا استغلَّ رحّال حالة الغُفْلِيَة التي أتاحَتْها له الأسماء المُستعارة والبروفايلات المُلفَّقة على الفيسبوك، وبدأ يعيث فسادًا في المجرّة الزرقاء، يؤذي الناس ويُحقِّرهم، يُلفِّق لهم التهم ويبثُّ حولهم الإشاعات وينال منهم بشراسة عالية وعدوانية مجانية.
يتم تقديم الرواية على أنها كوميديا حيوانية ساخرة. كيف تشكّلت معالم هذه الفكرة روائيًّا؟
تعرف أنّ هناك « كوميديا إلهية » كتبها دانتي، و »كوميديا بشرية » كتبها بلزاك، لهذا أحببتُ شخصيا أن أكتب ما يشبه الكوميديا الحيوانية. وقد فكرتُ في « الكوميديا الحيوانية » كعنوانٍ لهذا العمل قبل أن يستقر رأيي في الأخير على « هوت ماروك ».
الفكرة هي أنني أردت كتابة رواية أتنقل فيها بسلاسة بين عالمَيْ الإنسان والحيوان حتى ليبدُوَان في الرواية وكـأنهما عالم واحد. هكذا حرصتُ على أن أؤمِّن لكل شخصية من شخوص هذا العمل قرينًا حيوانيًّا تتماهى به على مستوى الشكل والطِّباع والسلوك.
وبذلك صارت « هوت ماروك » كوميديا حيوانية أبطالُها أناس من لحم ودم ومشاعر وأحقاد. طبعًا لم تأت الرواية وَعْظية تُستخدم فيها الحيوانات لنضرب بها الأمثال للناس كما هو الحال في « كليلة ودمنة »، وإنما رواية ساخرة تُسعِفُنا حيواناتها لتكشف لنا عورة الشخوص البشرية المُصاحبة لها وتجعلها تظهر للقارئ بشكل شبه كاريكاتوري.
بالنظر إلى سيكولوجية شخصية رحال العوينة، هل تعتقد أنّ المعرفة قادرة على تخليص المجتمعات العربية من أمراض وسائل التواصل التي سلبت الفرد حريته وتفكيره؟
رأيي أن الإنسان هو الذي يصنع الفرق. أما وسائل التواصل الاجتماعي فهي مجرّد وسائط. لاحظ مثلا أن هذه الوسائط كانت قد أعادت للشعوب العربية أيّام ما سُمِّي بالربيع العربي الإحساس بأنه قد صار لها صوتٌ ومنبر بفضلها ومن خلالها. وحتى اليوم ما زال العديد من النُّشطاء الحقوقيين والسياسيين يعبّرون عن مواقفهم ويحشدون الدّعم ويعبّئون الرأي العام انطلاقا من فضاءات التواصل الاجتماعي. لكن بالمقابل، المجتمعات المتخلفة والأنظمة المنغلقة تعرف كيف تُفسد هذه المُتنفَّسات الافتراضية وتلوِّثها وتسمِّم أجواءها. وهذا بالضبط هو الموضوع الرئيسي للرواية: كيف نجح رحّال العوينة والمُجَنَّدون من أمثاله في تسميم هذه الملاذات الإلكترونية الزرقاء بدْءًا بفضاء « الفيسبوك » حتى موقع « هوت ماروك » الإخباري؟
من برنامج « مشارف » إلى « بيت ياسين ». ماذا يعنيه لك الإعلام الثقافي داخل البلاد العربية؟
للثقافة دور جوهري في تأطير المجتمع وتخليق الحياة العامة وتحصين المجال السياسي من التطرف والمذهبية المنغلقة، لذلك يُعتبَر الإعلام الثقافي ضرورةً ملحّة في عالمنا العربي، خصوصًا عبر التلفزيون الذي يلعب اليوم دورا محوريا في صناعة الرأي العام والوجدان الجمعي.
وبما أننا نعيش في مجتمعاتٍ معدَّلاتُ القراءة فيها متدنِّية، تصير البرامج الثقافية التلفزيونية لدينا بديلًا أحيانًا عن الكتاب وعن فعل القراءة. فإذا كان الكتاب في الغرب يستفيد من دورة اقتصادية ممتازة من الإنتاج إلى التسويق والتوزيع ثم الاحتضان عبر القراءة، فإن البرامج الثقافية على التلفزيونات الغربية تضطلع بدور الترويج والدعاية للكتب، وتشتغل ضمن منظومة متكاملة.
إنما، بالنسبة لنا في البلاد العربية حيث ماكينة صناعة الكتاب معطوبة على أكثر من مستوى (فالإنتاج ضعيف والتوزيع سيّء فيما نسبة القراءة متدنية) فإنّ الحاجة إلى هذه النوعية من البرامج الثقافية تصير أكثر إلحاحًا.
فالكثير من مُستهلكي التلفزيون لا يقرأون نهائيا، وحتى المتعلمون منهم سرعان ما يُقلعون عن عادة القراءة مباشرة بعد الزواج والإنجاب أو بعد الالتحاق بالروتين الوظيفي، ممّا يُطالِب إدارات التلفزيون بتقريب الإنتاجات الفكرية والأدبية منهم عبر برامج ذات حظ من الجودة والإثارة لتستقطبهم وتجعلهم على تماسٍّ مع منتجي الأفكار وصُنّاع الوجدان.
لهذا تحديدًا تحمستُ بشكل خاص حينما أتيحت لي إمكانية تقديم برنامج سهرة ثقافي مثل « بيت ياسين ».
كان هذا البرنامج فرصتي لأقترح نموذج مادة ثقافية يمكن تقديمها ساعة الذروة كبرنامج سهرة. برنامج خفيف دون أن تُفسد الخفّةُ للعمق قضية، ومبذولٌ لعموم المشاهدين دون أن يسقط في الابتذال، أمّا لغتُه فرشيقةٌ مُيسَّرة دون أن تسقط في لغة التخاطب اليومي المكرُورة أو لغة التلفزيون المستهلكة.
وعموما، أرى أنّ التلفزيونات العربية مطالبة بتعزيز حضور الثقافة على شاشاتها، لأن المسؤولية الأخلاقية والحضارية تُلزمها بالمساهمة في بناء مواطن ذكيٍّ قادرٍ على الاختيار الحر وذيِ وعي نقدي. وليس بالمسلسلات المدبلجة وبرامج الترفيه ولا حتى ببرامج التَّنابُز السياسي والحزبي والطائفي سنَبْني هذا المواطن.
يتميّز برنامج « بيت ياسين » بزخم موضوعاته وطريقة تشكُّل عناصره الفنية وقدرتها على سلب مخيلة المشاهد عبر فقرات البرنامج. لكن، لماذا تُطالعنا داخل إعلامنا الثقافي نفس الوجوه، في غياب تامّ للأسماء الجديدة؟
تعرف أن دكتاتورية نسبة المشاهدة لها دور حاسم في اختيار أشياء عديدة في التلفزيون، خصوصًا حينما يتعلق المرء بوقت الذروة. و »بيت ياسين » برنامج سهرة تمّت برمجته مساء الجمعة على الساعة العاشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت القاهرة (التاسعة وخمس دقائق بالتوقيت المغربي) في نفس التوقيت الذي تقدِّم فيه العديد من القنوات سهراتها الفنية الخاصة بعطلة نهاية الأسبوع.
وإذا كانت قناة الغد قد ركبت غمار التحدي وجازفت بتجريب الثقافة كمادة لسهرة نهاية الأسبوع، فإنها مع ذلك حريصة على أن تقترح على مشاهديها ضيوفا من الدرجة الأولى، أي مَن يمكن اعتبارهم « نجومًا » للأدب والثقافة في بلادنا العربية.
وهذا برأيي حقّ مسؤولي الماركتينغ علينا. لهذا يصير مجهودي منصبًّا على كيف أبحث عن مداخل مختلفة غير مطروقة ولا مسبوقة لولوج العوالم الإنسانية والأدبية والفكرية لهؤلاء الضيوف « المكرورين ».
لكن بصراحة، في قرارة نفسي أنا أميل إلى التنويع. ولعلك تعرف أنني خلال السنوات التي كنت أقدم فيها برنامج « مشارف » على شاشة القناة المغربية الأولى لم أكن أتردّد في المُداورة بين الأسماء الكبيرة المتحقّقة والواعدين من الأدباء والمبدعين. والعبرة دائما بطريقة بناء حلقاتك. فيكفي أن يثق الجمهور في البرنامج حتى يطمئن لضيوفه من كل الأجيال ومن مختلف المشارب.
ويتوقع من كلّ ضيف المفيد والجديد، بل حتى الرأي الجريء والفكرة المشاغبة تلهمه وتحقق له قلقا فكريا هو الآخر يُعَدُّ وجها من أوجُه الفرجة الثقافية المطلوبة.