يُعد صاحب « دوار الكيّة » من الأصوات القليلة التي تضع الواقع في صلب اهتمامها. ذلك إن رواياته واقعية تكشف بعين ذكية المسار التراجيدي الذي يمُرّ من البشر في سبيل خلق حياة كريمة. فالعنصر السيري يبدو هاماً في تجربة هشام ناجح، لأنّه يُتيح له ضمنياً الغوص في لذة السرد وجماليات الحكي عبر لغةٍ مُدهشة تستحضر عوالم الطفولة ويومياتها الموجعة. ورغم أنّ عصامية الكاتب، فإنّه استطاع أنْ يبرز بقوّة داخل المشهد الروائي. وذلك من خلال نصوص أدبيّة، يُحاول عبرها بناء أفق تخييلي لسيرتها الذاتية في علاقتها المجتمع وعنف التقاليد. ففي كلّ رواية يكتب ناجح بلغةٍ تشعر بثورتها من الناحية الإيديولوجيا، فاللغة عنده ليست وعاءً جمالياً بها يُجمّل الوقائع والأحداث، بقدر ما يتعامل معها كوسيلة تواصل تقوده إلى الحفر في اللامفكّر فيه داخل جسده.
يقدّم الناشر روايته الجديدة في كون « لعبة النظر تتم خلسة بين النيرية والبوزيدي وسط الأوراق اللجينية، فبدت الحبات المقطوفة تنزع بنزوع الحركة الدؤوب، وطوحت بالبوزيدي في صريرالقطف إلى انفعالات الحنو الذي يسوقه إلى العنفوان العذب، حالما يستحضر أن النيرية ستكون من نصيبه، إنها الأم والحبيبة ».
صدر لهشام ناجح العديد من المؤلّفات الأدبيّة التي تتأرجح بين الرواية والقصّة كـ « المدينة التي.. » و »دوار الكيّة » و »حديث الوجوه المائلة ». هذا بالإضافة إلى نتاجات أخرى مثل « وشم في السعير » و »حتى يزول الصداع » و »واحات من جنان القناديل »، ثم مسرحية « أبدية الروح » عبارة عن اصدار جماعي.