وتعد الإمارة البورغواطية أهمّ الإمارات التي استوطنت بلاد تامسنا، قبل دخول المولى إدريس الأوّل بلاد المغرب الأقصى، حيث وجد الكثير من الإمارات المتناحرة فيها بينها مثل بورغواطة وبنو صالح وبنو مدرار. لكنّ الأوّلى التي عمّرت لحوالي 4 قرون استطاعت فرض اسمها أكثر بسبب ما رافقها من جدل سياسي ومنع فقهي لشخص زعيمها صالح بنو طريف الذي فرض من التعليمات الدينية ما لا يقبله العقل في ذلك الإبان.
ففي هذا الأفق المعرفي الغائم، يأتي كتاب عبد الله بونفور الأستاذ بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (باريس) ليُعيد كتابة وانتقاء وترجمة وإعداد نصوص حول هذه الإمارة حتّى تظل مرجعاً للباحثين المهتمين بتاريخ المغرب خلال القرنين 11 و12 داخل السهول الأطلسية التي عرفت حكم الإمارة البرغواطية.
وعلى الرغم من معرفة القارئ والباحث في تاريخ المغرب لهذه الإمارة والغموض الذي يكتنفها، فإنّ مصادرها المغربيّة تبقى مجهولة باستثناء بعض من المصادر الوسيطية التي حاولت الإشارة لهذه الإمارة ودورها المركزي في التاريخ السياسي لبلاد المغرب الأقصى. فالكتابات المعاصرة لا تطرق بابها، إلاّ من باب الإشارة لعدم وجود معلومات مصدرية كافية للاشتغال عليها.