بالفيديو: السِّيكـ.. اللعبة الشعبية المفضلة لدى نساء الصحراء في ليالي رمضان‎‎

Souilme Bouaamoud / Le360

في 10/04/2022 على الساعة 14:15

تعد لعبة السيكَ من أشهر الألعاب بالصحراء على الإطلاق، إذ تعرف إقبالا واسعا، خاصة خلال شهر رمضان، وذلك بغية التسلية والترفيه، لما يتسم به شهر رمضان من أجواء إحياء صلة الرحم بين الأهل والأقارب والأصدقاء، حيث تمارس هذه اللعبة التي تدعم التعارف وتعمق الأواصر بين اللاعبين والحضور.

حتى بعد أن انتقل البدو الصحراويين إلى حياة الاستقرار، ظلت لعبة "السيك" ملازمة لسكان الصحراء ولازالت تمارس إلى يومنا هذا، وهي لعبة جماعية يلعبها الجميع خاصة النساء، ولا تتطلب لعبة السيكَ أدوات كثيرة أو مكلفة، إنما تقتصر فقط على الأدوات التالية:

- ثمانية أعواد يبلغ طول كل واحد منها ما بين 35 الى 40 سنتمترا، وهي مصنوعة من القصب أو الخشب. ويسمى كل عود من هذه الأعواد *سيكة* جمع "أسياك" ولكل سيكَة وجهان: وجه خارجي وآخر داخلي.

- رقعة رملية ترسم عليها خطوطا متوازية.

- بيادق تتخذ عادة من الحصي أو أعواد صغيرة وأحيانا "بعر" الإبل.

كاميرا Le360 ترصد لكم أهم جوانب هذه اللعبة الشعبية، حيث تشرع اللعبة بمبادرة أحد الفريقين، ويتكون الفريق من لاعبة واحدة إلى خمسة أو ستة، وقد يفوق العدد ذلك، حيث تأخذ إحدى اللاعبات الأعواد السبعة وترميها أرضا، ويمنع اللعب بالأعواد الثمانية أو تحريك بيادقه في الرقعة الرملية حتى يتمكن اللاعبون من الحصول على ما يسمى “سيكة”، أي أن تسقط ستة أعواد على جهة واحدة باستثناء سيكَة واحدة سواء كانت من الوجهة الداخلية أو الخارجية.

أما حين تسقط أعواد كلها مبدية وجهتها الداخلية فإن اللاعبة تحصل على ما يسمى "بحجبة"، التي توازي أربعة سيكَات ما لم يلغيها "حمار"، بمعنى أن تسقط أعواد ستة على وجهتها الخارجية إلا عودين وقد تحصل المتبارية على "بكَرة"،عندما تسقط أعواد ثمانية مبدية وجهتها الخارجية ولا تلغى البكَرة إذا ما تمكنت اللاعبة المتنافسة من الحصول على "حمار".

يقال "فلانة جات" و"فلانة فطرت"؛ في حالة ما حصلت اللاعبة على سيكَة أو "بكرة" أو "حجبة"، فيسمح لها بتحريك بيادقها حسب العدد المحصل عليه، كما تمنح الحق بإعادة اللعب في حالة حصولها على عدد 4 أو تضاف إلى رصيدها ما لم يلغيها "الحمار"، وفي حالة الفوز بعدد من أسياكَ أو حجبات أو بكَرة فإن ذلك يعطيها الحرية المطلقة في موضعة البيادق، إذ في مقابل كل سيكَة تكتسب الحرية في تحريك بيدق كما تشاء، عند فك كل البيادق فإن ذلك يتطلب من الفريق الحصول على سيكَة يحلل بها المال ويقال إنه "تلب" أو "السيكَة تلبت" ونتيجة لذلك تغدوا للفريق كامل الصلاحية في تصفية بيادق خصمه داخل عقر داره.

تعتمد لعبة السيكَة على الحظ والحنكة في تسيير ونقل البيادق والمحاولة المستقيمة لنقل الصراع من الخطوط الخلفية إلى الوسط، ومن تم الهجوم على الخصم في ميدانه ثم الانتقال لتصفية باقي البيادق، والرابح هو من يتمكن في النهاية من تصفية بيادق الخصم، وفي حالة إذا ما حصل واجتمع بيدقي خصمين داخل دار واحدة يكون الامتياز لمن جاء دوره، أما في حالة اجتماع بيدقين من النوع ذاته داخل نفس العدد الذي اجتمعا فيه لتتم النقلة إلى الدار الموالية دار واحدة فيفصل بينهما إذا رغبت اللاعبة في فصلهما.

كما أنه يحرم ويمنع القتل في وجود دور فوق الرقعة، وهي ما يسمى بـ”تشانيارت"، يقال "تشنير" حيث باستطاعة بيدقين خصمين الاجتماع فيها ويبلغ عددها أربعة، وعندما تحصل إحدى اللاعبات على سيكَة عادة ما يمنح فرصة اللعب للاعبة الأخرى من الفريق نفسه، فيقال لها "خب الرغوة" أي أتقن اللعب وعاود الكرة تيمنا بالسيكَ السابق، أو تقوم بكسر العود الثامن وتقول "السيكة انكسرت" و"دوري السيك" وتكررها مرارا.

وتبقى الألعاب الشعبية المعروفة في الصحراء حاضرة خصوصا في شهر رمضان، الذي يعرف بتوافد المحبين والأقارب على بعضهم البعض، ما يعطي فرصة لإحياء هذا نوع من الألعاب التي اندثرت مع التمدن والانشغالات التي تفرضها ظروف الحياة.

تحرير من طرف سويلم بوعمود
في 10/04/2022 على الساعة 14:15

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800