بالفيديو والصور: مدينة حد السوالم بين التهميش والوعود.. السكان ينتظرون التغيير

حد السوالم بين التهميش والوعود: السكان ينتظرون التغيير

في 16/05/2025 على الساعة 09:00

فيديووسط شوارع متربة وطرقات محفرة، خرجت كاميرا le360 في جولة بمدينة حد السوالم، التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن الدار البيضاء، لنقل معاناة سكانها وسماع صوتهم بخصوص الوضعية التي يعيشونها يوميا. فالمدينة، التي تنمو ديمغرافيا بسرعة، لا تواكب تنميتها الحضرية هذا التوسع. جولة قصيرة وسط أحيائها كافية لتكشف حجم التهميش الذي تعاني منه المدينة، في وقت يعلّق فيه السكان آمالا كبيرة على المجلس الجماعي الجديد.

أول ما يلاحظه الزائر لحد السوالم هو الغياب التام لسيارات الأجرة الصغيرة. فالسكان يعانون من أزمة نقل حادة، مما يدفع الكثيرين منهم إلى استعمال العربات المجرورة (كرويلة)، وهو ما يخلق فوضى واكتظاظا في بعض النقط الحيوية.

وبهذا الخصوص قال أحمد ترغاوي، فاعل جمعوي بالمدينة، لـle360: ”المدينة كبرات، خاصنا طاكسيات والتنظيم، لأن الوسيلة الوحيدة للتنقل هي كرويلة“، مضيفا بأن أغلب الطرق في حد السوالم غير صالحة للاستعمال، ”ما بين حفرة وحفرة كاين حفرة“.

وأضاف بأن ”المدينة مهمشة، والخدمات منعدمة، والمسؤولين السابقين ما دارو والو للمدينة، وكنتمناو المسؤولين الحاليين يسرّعوا الوتيرة ويخرجوا المشاريع للنور“، مشددا على أن المدينة أصبحت مدينة إسمنتية بالدرجة الأولى في غياب أي تخطيط فعال يحترم حاجيات المواطنين من فضاءات، وملاعب، ومنتزهات. وطالب المسؤولين بوضع خريطة طريق واضحة لإخراج المدينة من التهميش ووضعها في الطريق الصحيح.

الحفر، والغبار، والدواب، والمواشي، والمياه الراكدة خلال فصل الشتاء، كلها مظاهر يومية في بعض الأحياء، خصوصا الهامشية، التي تعاني من عزلة تامة بسبب غياب الربط الطرقي أو تهالكه، ”ما يمكنش نخرج فالشتا بلا ما نطيح فالغيس“، تقول خديجة، إحدى سكان المدينة.

وأضافت المتحدثة نفسها: ”شباب المدينة يشكون من غياب ملاعب القرب وفضاءات الترفيه، والأطفال بدورهم لا يجدون مكانا للعب سوى الأزقة أو أرصفة الشوارع. الأسر تعاني من غياب متنفسات خضراء أو منتزهات حقيقية تقضي فيها وقتا مريحا“، وختمت كلامها قائلة: ”ديرو دورة في السوالم وهي غادي تعاود على راسها“.

في المقابل، يؤكد بوشعيب بن الشيخ، النائب الأول لرئيسة جماعة حد السوالم الحالية، أنهم تولوا المسؤولية منذ ستة أشهر فقط، ووجدوا المدينة في حالة صعبة نتيجة سوء تدبير دام لسنوات. وقال: ”وجدنا مدينة بلا رؤية، بلا مشاريع جاهزة. المشكل ماشي فالإرادة، ولكن فالتراكمات“، مضيفا: ”بدينا فعلا في إعداد مشاريع كبيرة، منها إصلاح الطرق، إحداث ملاعب قرب، وإنشاء منتزهات، وتقوية البنية التحتية، خصوصا في الأحياء الهامشية، وغادي تبان النتائج قريبا“.

ومن بين أبرز المشاريع قال بن الشيخ: إن هناك إصلاح شامل للطريق الوطنية رقم 1، حيث أن المجلس اتخذ هذا القرار مباشرة بعد توليه المسؤولية قبل أشهر قليلة، إذ صادق على الاتفاقية مع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، والتي سيتم بموجبها تقوية وتوسعة الطريق الوطنية رقم 1، إلى جانب إحداث مساحات خضراء وتجديد الإنارة العمومية، وإصلاح شارعي لالة خديجة ومولاي عبد الله، كما تم ضخ مبلغ 75 مليون درهم في خزينة الجهة من أجل هذا المشروع، الذي فُتحت بشأنه العروض، وسيتم إنجازه في ظرف ستة أشهر.

وشدد بن الشيخ على أن المجلس يعكف أيضا على إخراج عدد من ملاعب القرب، إلى جانب إنجاز مركز للتكوين خاص بفريق شباب حد السوالم الرياضي، الذي سيتم إنجازه في ظرف لا يتعدى 14 شهرا، إضافة إلى القاعة المغطاة التي تم الاتفاق على إنجازها أيضا.

وأضاف بن الشيخ أن من بين المشاريع كذلك، إعادة تهيئة الأزقة، مع تهيئة بعض الأحياء، وخلق فضاءات خضراء، مؤكدا أن الميزانية جاهزة وأن الأشغال ستنطلق قريبا.

وبخصوص معضلة التنقل وغياب سيارات الأجرة الصغيرة، أوضح بن الشيخ أن هذا الأمر خارج إطار اختصاصات المجلس الجماعي، وأنه يدخل ضمن السياسات العمومية، ويتعلق بوزارة الداخلية، نظرا لارتباطه بالأمن الوطني.

وأوضح قائلا: ”نحن في انتظار دخول الأمن الوطني للمدينة، لأنه سيحل العديد من المشاكل. كما أننا خصصنا قطعة أرضية محفظة خاصة بالأمن الوطني، ومستعدون لتوفير البناية كاملة على حساب المجلس، إلى جانب التجهيزات اللوجستيكية، لأن الأمن الوطني أصبح ضرورة ملحة“.

ورغم هذه الوعود والتطمينات، ما يزال الشارع ينتظر التغيير الملموس، إذ لا يُخفي المواطنون تخوفهم من أن تتحول هذه الوعود إلى مجرد خطابات موسمية، خاصة وأن المدينة تقف اليوم على مفترق طرق: إما أن تكون بداية فعلية لتصحيح سنوات من التهميش، أو تظل مدينة الفرص الضائعة، كما يسميها البعض.

تحرير من طرف حفيظة وجمان و عبد الرحيم الطاهيري
في 16/05/2025 على الساعة 09:00