،تعيش غابة الرميلات أو غابة «برديكاريس» بطنجة، وضعية مثيرة تغيب فيها كل معاني الاستمتاع بالطبيعة، بعدما نسفت تصرفات تعرفها هذه الغابة، كل تفاصيل الهدوء الذي يبحث عنه الزوار الفارين من ضجيج الشوارع واكتظاظ الساحات العمومية وضيق جدران المكاتب والمنازل.
وتبرز بشكل جلي بغابة الرميلات أجواء غير طبيعية مع انتشار الأزبال وكذا الباعة المتجولين الذين حولوا مساحات خضراء وممرات إلى شبه سوق بمأكولات وألعاب بلاستيكية للأطفال، فيما تتغاضى الجهات الوصية عن منع أبواق الموسيقى التي حوّلت هدوء غابة الرميلات إلى ضجيج أضحى محط استياء من زوار الغابة.
غابة الرميلات بطنجة.. ملاذ أخضر تغمره الأزبال ويخدش هدوءه الضجيج والباعة المتجولون
ووفقا لما عاينه مراسل 360 من جهة طنجة، فإن قضاء سكان وزوار المدينة للحظات بين أحضان الطبيعة، للتخلص من الأرق وتنفيس الضغط النفسي المتراكم بسبب وتيرة الحياة المتسارعة، بات، في الأيام الأخيرة، خصوصا خلال يومي السبت والأحد، مستحيلا، بالنظر إلى الفوضى التي تعرفها الغابة التي تشهد إقبالا كبيرا من لدن المواطنين، من أجل ممارسة الرياضة أو الخروج في نزهات رفقة الأبناء والأصحاب سيرا على الأقدام وسط هذا الغطاء الغابوي الواقع على ضفاف البحر المتوسطي.
وتحول منتزه غابة الرميلات، المعروف أيضا بمنتزه «بيرديكاريس»، لوجود قصر تاريخي داخله، (تحول) لملاذ كثير من التصرفات التي تضر براحة الزوار كما تضر بالثروة النباتية والحيوانية التي تعيش وسط المنتزه الطبيعي، والذي يضم أشجارا نادرة ومتنوعة كالبلوط الفليني والبلوط القرمزي والصنوبر.
ويكشف العديد من الزوار أن المنتزه الطبيعي عرف، مؤخرا، تغيّرا كبيرا، خصوصا بعدما سمحت السلطات المحلية بالمدينة والقائمين على المنتزه عشرات الباعة المتجولين باقتحامه، ناهيك عن السماح لعشرات الأشخاص بإقامة ألعاب وسط الغابة يصاحبها ضجيج موسيقى صاخبة أصبح يقلق بشكل كبير راحة الزوار.
ودعا عدد من الزوار السلطات المعنية إلى إعادة الاعتبار لهذا المنتزه الغابوي الذي يعد واحدا من أجمل المنتزهات الحضرية على الصعيد الوطني، بفعل خصائصه الفريدة، لعل من بينها تواجده على إطلالة هامة نحو البحر المتوسط وكذا وجود فضاءات هامة به.
ويعرف المنتزه الغابوي إهمالا كبيرا تجلى في تهيئة وصيانة مسالك التجوال والمسارات وتهيئة الفضاءات الخاصة بالرياضة ووضع حاويات للنفايات وتنظيم عمليات جمع الأزبال وهو ما أثر سلبا على هذا الفضاء الغابوي، وفقا لما ذكره العديد من الزوار.
وتجدر الإشارة إلى أن المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بطنجة حدّدت مبلغ 764 ألف و219 درهما (764219.53 درهم) لإنجاز مشروع جديد سيعزز جمالية غابة الرميلات بعدما تم، مؤخرا، الانتهاء من بناء درج خاص وطاولة خاصة بالإسمنت تطل على مدينة طريفة وعلى مياه البحر الأبيض المتوسط، في منظر من شأنه استقطاب المئات من عشاق الطبيعة والسياح والزوار القادمين إلى عاصمة البوغاز.