أزيد من 1000 هزة أرضية، تم تسجيلها ببؤرة الزلزال والمناطق المجاورة لها من قبل شبكة رصد وتتبع الزلازل بالمغرب في أقل من أسبوعين، 10 منها فقط كانت محسوسة من قبل المواطنين. وفق ما أكده ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
إقرأ أيضا : وزارة الداخلية تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال
وقال المتحدث، في تصريح لـLe360، وهو يراقب تلك الخطوط الرفيعة التي تظهر على شاشة ضخمة علقت وسط قسم مراقبة الزلازل وتشبه تخطيط نبضات القلب، إن المناطق المجاورة لبؤرة الزلزال حاليا تعيش ما يسمى بالأزمة الزلزالية، بمعنى بعد الزلزال العنيف ليوم الجمعة الماضية، تحركت الأرض في كل المنطقة والصدع الملتصقة بالصدع الرئيسي دخلت في نشاط يسمى بالنشاط البعدي، وهو عبارة عن هزات ارتدادية تبقى بضعة أسابيع.
وأضاف: «هو ظاهرة طبيعية للتأكد من أن إفراغ الضغط مستمر وهذا شيء مطمئن للجيوفيزيائيين».
وخلال عام 2022، سجل المركز حوالي 20 ألف هزة على مستوى تراب المملكة وأيضا بالمجال البحري، كانت غالبيتها ضعيفة باستثناء 12 هزة كانت قوية وشعرت بها الساكنة في الشمال وأكادير.
رفع مستوى اليقظة
داخل بناية المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط، يتواجد المعهد الوطني للجيوفيزياء الذي أنشئ عام 1984، حيث تتواجد المحطة الرئيسية لمراقبة الزلازل. هذه المحطة، مرتبطة بشبكة خارجية تضم أزيد من 40 محطة رصد تم تثبيتها في مناطق متفرقة من شمال المملكة إلى جنوبها، 36 منها تعمل حاليا، فيما مازالت 8 محطات أخرى في طور التثبيت والربط.
وتقوم هذه الشبكة برصد وتتبع تحركات باطن الأرض بشكل دقيق على مدار الساعة، وإرسال المعطيات عبر الأقمار الصناعية إلى المحطة الرئيسية بالرباط. لتتم دراستها من قبل خبراء المعهد باستعمال أجهزة تقنية متطورة قبل تعميم النشرة الإنذارية.
وبعد الزلزال الذي هز المغرب الأسبوع الماضي، رفع المركز مستوى اليقظة والمراقبة، بالرغم من أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بوقوعها.
وحسب جبور «هناك فرق بين التنبؤ والتوقع، التنبؤ فيقصد به إعطاء تاريخ الزلزال ودرجته ومكان حدوثه، أما التوقع يعطي احتمالات بنسب مئويةوهناك فرق علمية تقوم بمناقشة هذه التوقعات من خلال البحوث والمنشورات العلمية، مشددا على أنه « لا يمكن التنبؤ بوقوع الزلازل لهذا كان زلزال الحوز مفاجئا لأن الخراط لم تتوقع وقوعه».
إعادة الإعمار
إقرأ أيضا : انطلاق عملية إحصاء قاطني المباني المتضررة من الزلزال في ورزازات
وبخصوص فكرة إعادة إعمار المناطق المنكوبة، اعتبر المتحدث أن بعض تلك المواقع لا تصلح لإعادة البناء، خصوصا تلك المجاورة للمنحدرات لأن خطر انزلاق الأرض وتساقط الصخور يبقى واردا، في حين هناك مناطق أخرى يمكن إعادة إعمارها شريطة اعتماد بنايات أكثر قوة، بالاستعانة بتقنية البنايات التي صمدت أمام الزلزال، مشيرا إلى أن « المجال مفتوح للمهندسين والخبراء لابتكار نماذج جديدة».
يذكر أن هناك لجان تقنية تشتغل حاليا في الميدان، لإحصاء المنازل التي انهارت كليا أو بشكل جزئي بسبب الزلزال.
إقرأ أيضا : انطلاق عملية إحصاء سكان المباني المتضررة من زلزال الحوز
هذا، وكان الملك محمد السادس قد ترأس، أمس الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لبرنامج إعادة الإعمار والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وتأتي جلسة العمل الجديدة هاته امتدادا للتوجيهات التي أعطاها الملك خلال اجتماعي 9 و14 شتنبر، والتي وضعت لبنات برنامج، مدروس، مندمج، وطموح يهدف إلى تقديم جواب قوي، منسجم، سريع، وإرادي.