وقال محمد الزرهاني، الشاب المدعى عليه، إن «هاته القضية معروضة أمام أنظار المحكمة منذ شهر دجنبر 2022، وانعقدت 10 جلسات لكن في كل مرة يتم التأجيل إما بسبب تخلف المشتكي أو دفاعه أو شهوده عن الحضور».
وأضاف الشاب، في تصريح لـLe360، أن المشتكي لم يحضر سوى جلستين فقط، بينما دفاعه يتغير في كل مرة ويطلب مهلة لإعداد الدفاع. واعتبر هذا الفاعل الجمعوي المعروف في المنطقة بلقب «سيمو» ما وصفه بـ«الجرجرة» أمام القضاء متعمدة عن سبق إصرار من طرف المواطن الفرنسي قصد «الانتقام» منه بهذا الشكل، خاصة وأن الشاب حرص على المثول أمام هيئة الحكم في كل الجلسات العشر حتى الآن.
من جانبها، أكدت المحامية سعاد براهمة، عضو هيئة الدفاع عن محمد الزرهاني، أن هيئة الحكم الماسكة بهذا الملف قررت إدخاله إلى المداولة خلال الجلسة الأخيرة، التي انعقدت يوم 17 ماي، وستنطق بحكمها في القضية يوم الأربعاء المقبل.
إقرأ أيضا : هل تذكرون واقعة دهس أغنام بالمنصورية؟ تطورات جديدة تعيد القضية إلى الواجهة
وأعربت المحامية، في تصريح لـle360، عن أسفها لما تعرض له موكلها محمد الزرهاني، الذي وصفته بـ«نموذج الشاب المغربي الغيور على الحق».
وقالت إن «هذا الشاب عندما شاهد ذلك المواطن الفرنسي وهو يدهس قطيع الأغنام أمام أعين الطفل الذي كان يرعاها.. بادر إلى توثيق الفعل الجرمي من أجل إنقاذ الطفل من جهة، واستعمال المقطع المصور كشاهد لدى النيابة العامة لكي تأخذ القضية مجراها العادي وينال المتهم جزاءه من جهة ثانية».
واستطردت الحقوقية مضيفة: «لكن للأسف، وجد هذا الشاب الذي لم يقم سوى بعمل محمود، نفسه معروضا على أنظار المحكمة لعدة شهور وينتظر الحكم خلال أسبوع».
واستنكرت المحامية براهمة هذا الشكل من الضغط الذي يواجه به الشهود أو من وثقوا واقعة أو خرقا للقانون وصرحوا بها وقدموها إلى السلطات من أجل اعتمادها كوسيلة إثبات لإدانة الجناة، حيث حسبها يجد هؤلاء الشهود أنفسهم في موقف الاتهام والمتابعة بتهم التشهير أو التهديد...
ولعب المقطع الذي التقطه « سيمو » بكاميرا هاتفه دورا هاما في توثيق جريمة الدهس وكان له الفضل في نقل الواقعة المؤلمة إلى الرأي العام وجر مرتكبها إلى العدالة التي أدانته بالحبس والغرامة.
«لولا أن هذا الشاب له حِس حقوقي، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، ولو لم يحرك ساكنا لكان الفرنسي الجاني قد أفلت من فعلته ولم يعاقب»
— المحامية سعاد براهمة
ويحكي هذا الشاب أن المواطن الفرنسي سارع مباشرة بعد خروجه من السجن إلى تقديم شكاية ضده يتهمه فيها بالسب والتهديد بارتكاب جناية. « استدعتني عناصر الدرك الملكي بالمنصورية من أجل التحقيق، فأدليت بما يفيد بأنني أنا من يتعرض للتهديد من طرف المشتكي».
وترى المحامية سعاد براهمة أن ما وقع لموكلها من شأنه أن «يشجع على الإفلات من العقاب، ويؤدي إلى تقاعس الناس عن تقديم المساعدة أو شهادة حق خوفا من التعرض لمضايقات أو تعسفات».
وتابعت قائلة: «لولا أن هذا الشاب له حِس حقوقي، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، ولو لم يحرك ساكنا لكان الفرنسي الجاني قد أفلت من فعلته ولم يعاقب».
وعبرت عضو هيئة الدفاع عن محمد الزرهاني عن أملها في أن «تكون المحكمة منصفة وتقضي ببراءة موكلها من هاته التهمة الموجهة إليه»، معربة عن أسفها لكون النيابة العامة «كان عليها أن تحفظ الملف، لأن هناك شكايات تقدم بها الشاب في مواجهة الفرنسي ورفاقه الذين كانوا يضايقونه ويهددونه بالقتل، لم يتخذ فيها أي إجراء، في حين أن ملفه يُعرض على أنظار القضاء ويروج منذ عدة جلسات وهو الآن في المداولة».