وتابعت يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، هذا الموضوع، مشيرة إلى أنه، وبعد تأخر البت في الملف لعدة جلسات، اعتبره سعيد الدشراوي، رئيس الجلسة، جاهزا في جلسة الأربعاء الماضي، حيث مثُل المتهم، الذي يشغل رئيسا لجمعية أبطال أناسي، والبالغ من العمر 57 سنة، والأب لأربعة أطفال.
وأضافت اليومية، في مقالها، أنه وبعد التأكد من هويته، ذكره رئيس الهيأة بأنه قبل سنة، صورته إحدى المصطافات، وهو يفرغ ميولاته الشاذة على قاصر، وأن ذلك كان بداية لكشف أفعال أخرى، تتمثل في تنظيم مخيم عشوائي بالجديدة، مبينة أنه الطعم الذي استدرج به مجموعة من القاصرين، عندما أسكنهم في ظروف حاطة بالكرامة بشقة بتراب المقاطعة السادسة.
وأبرزت «الصباح» أن رئيس الهيأة ذكّٓره باعترافاته في جميع المراحل القضائية، ومنها أمام قاضي التحقيق الذي اقتنع بأنه مارس الجنس على ضحيته بـ«المفاخضة»، ما جعله يسطر في حقه متابعة وفق الفصول 485 و487 و448 من القانون الجنائي، مضيفا أن الكلمة أعطيت للمتهم، حيث حاول كعادته الظهور بمظهر الفاقد للسيطرة على سلوكاته المنحرفة، وهو يحاكم في قاعة الجلسات رقم 1، والتي مازالت جدرانها تردّد رجع صدى آخر كلمة قالها لبهيجة شفاري، رئيسة غرفة الجنايات الابتدائية: «أنا مثلي».
واعتبرت اليومية أنه، وعلى المنوال نفسه، حاول دفاعه التخفيف عنه، بأنه يعاني مرضا نفسيا يسبب له اضطرابات تفقده التحكم في سلوكاته، مشيرة إلى أنها اللحظة التي انبرى فيها هشام حرتون باسم «جمعية ماتقيش ولدي»، والذي تناول الكلمة لمدة 38 دقيقة، ليؤكد مجددا أن القول بمرض «البيدوفيل» ما هو إلا محاولة منه للتملص من المسؤولية الجنائية، متسائلا هل يمكن للمريض أن يرأس جمعية رياضية، ويباشر عمله باسترسال في الشركة المشغلة له؟ مستطردا في مرافعته: «إننا اليوم جئنا مرة أخرى للدفاع عن طفولة بلادنا وللتصدي لكل «البيدوفيليين»، وإننا نغتنم المناسبة مرة أخرى للتنويه بالقرار الشجاع لمحكمة الجديدة، نيابة عامة ومؤسسة تحقيق وهيأة حكم، التي طبقت القانون الصحيح، وامتلكت الشجاعة للتعليل الصحيح، واعتبار ما أتاه الماثل أمامنا يندرج في خانة أفعال الاتجار في البشر».
وبعد أن تناول الكلمة ممثل الحق العام ملتمسا مجددا عدم الرأفة بالمتهم لفداحة ما ارتكبه من أفعال ماسة بقيم المجتمع، اختلت الهيأة للمداولة، وبعد ساعة عادت لتؤيد الحكم الابتدائي بعشرين سنة سجنا نافذا، ورفع الغرامة إلى 200 ألف درهم، حيث صرح هشام حرتون لـ«الصباح»: «نحن في هيأة الدفاع مرتاحون جدا لتأييد الحكم الابتدائي، لأننا نعتبره جزاء للفاعل على ما ارتكبه، وأكثر من ذلك ضربة موجعة لـ«البيدوفيليا» ببلادنا وللسياحة الجنسية، وأيضا انتصارا للطفولة بصفة عامة، لأن مثل هذه الأحكام الشجاعة تعد سابقة في بلادنا، ومن شأنها أن تشير الهلع في النفوس المريضة التي تتربص ببراءة القاصرين، وتسبب لهم الكثير من العقد النفسية، التي لها أثارها النفسية الخطرة، التي ترافق الضحايا طيلة حياتهم، وكل ما نتمناه أن يكون هذا الحكم السابقة بداية لأحكام أخرى رادعة».