ورصدت كاميرا 360 تفاصيل الحادث المؤلم، على لسان شهادات سكان الحي، الذين عاينوا الدقائق الأولى لوقوع الحادثة، حيث عبَّروا عن صدمتهم وحزنهم العميقين لهذا الحادث المأساوي، مؤكدين أنهم وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم أمام هول الفاجعة.
وأشار أحد السكان، الذي كان متواجدا في مكان الحادث، إلى أن قوة تدفق المياه كانت كبيرة جدا، وأن البالوعة كانت مفتوحة أو فتِحت جراء ضغط المياه، وهو ما جعل مهمة الإنقاذ صعبة للغاية.
فاجعة مصرع طفلة سقطت في بالوعة ببركان
وأوضح المتحدث نفسه: «هرعت إلى عين المكان ووجدت تجمعا للناس والمياه تتدفق بقوة، ووجدت البالوعة مفتوحة منذ البداية»، متسائلا «كيف وقع ذلك؟ فالماء كان مرتفعا لدرجة لا يمكنك رؤية البالوعة، ومن فتحها؟ الله أعلم».
ويتابع الشاهد روايته المؤثرة: «علمت من أحد الأشخاص أن الأب كان قادما مع ابنته من المدرسة بعد انتهاء الدروس الخصوصية، وكانت الأم برفقتهما»، وأضاف: «يقال إن الأم طلبت من الأب حمل الطفلة، لكن الأب انزلق وسقط، وحين تم إنقاذه تبين أن الطفلة قد اختفت».
بعد ذلك، سارع السكان إلى تقديم يد المساعدة، وبدأت جهود الإنقاذ بعد صلاة العصر بقليل، تزامنا مع هطول أمطار غزيرة.
وأبرز شاهد ثانٍ: «الطفلة سقطت مباشرة في البالوعة، فهي صغيرة ولم تستطع تفادي السقوط. الأب حاول الإمساك بها، لكنه فشل، عندما رأينا ما حدث، هرعنا أنا وبعض الشباب إلى مكان الحادث. تمكنا من إنقاذ الأب بصعوبة بالغة، وتشكلنا في سلسلة بشرية وسط الأمطار الغزيرة، حيث بذلنا جهودا مضنية لإنقاذ الطفلة، لكن للأسف لم نتمكن من العثور عليها».
ويختتم الشاهد كلامه المؤثر بالدعاء للطفلة الراحلة: «كانت في عمر التاسعة أو العاشرة، صغيرة جدا ومسكينة. سقطت في البالوعة مباشرة، رحمها الله ورزق والديها الصبر والسلوان. هذا كل ما يمكنني قوله».
وفجَّر هذا الحادث المأساوي غضب وتساؤلات المواطنين حول مدى سلامة البنية التحتية ومشاريع تأهيل الأحياء، مُسجّلين الافتقار إلى أدنى شروط الوقاية من الأخطار، ومطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين بالوعات الصرف الصحي المفتوحة، خاصة في ظل الظروف المناخية المضطربة التي تشهدها المدينة، وذلك لتجنب تكرار مثل هذه الفواجع في المستقبل، وحماية أرواح الأبرياء.
وتجدر الإشارة إلى أنه، وفقا لمصادر محلية، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الأب حيا، في موقع الحادث بـ«دوار جابر»، بينما باءت جهود الإنقاذ المكثفة للعثور على الفتاة المفقودة بالفشل، بعدما تم انتشال جثمانها في منتصف ليلة الخميس-الجمعة من «واد شرَّاعة» بضواحي مدينة بركان، والذي يبعد عن مكان وقوع الطفلة بحوالي أربعة كيلومترات، ليتم نقلها إلى مستودع الأموات التابع للمستشفى الإقليمي الدراق ببركان.
