وقد أقيمت صلاة الجنازة بمسجد الشهداء عقب صلاة العصر، قبل أن يُنقل جثمان الفقيد إلى مقبرة الشهداء حيث وُوري الثرى في أجواء طبعتها مشاعر التأثر، بحضور أفراد أسرته وأقاربه وذويه، إلى جانب عدد من مستشاري جلالة الملك، وشخصيات مدنية وعسكرية.
وتُليت بهذه المناسبة الأليمة آيات من الذكر الحكيم، ورفعت أكف الضراعة بالدعاء للراحل بأن يتغمده الله بواسع رحمته، ويكرم مثواه، ويجعله من أهل الجنة، كما رفع الحاضرون الدعاء الصالح للملك محمد السادس، بأن يحفظه الله ويمد في عمره، ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد، ويحفظ سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وكان الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية مؤثرة إلى أسرة الفقيد، عبّر فيها عن بالغ تأثره وأسفه لرحيل أحد أبرز رجالات الدولة، موجّها أصدق تعازيه وأحر مواساته إلى عائلته وأصدقائه ومحبيه، وكذا إلى الأسرة الثقافية والأكاديمية التي ينتمي إليها الراحل.
وأشاد الملك في هذه البرقية بمسار الفقيد الحافل بالعطاء العلمي والثقافي، منوّهًا بإسهاماته الغنية في رفد الخزانة الوطنية بأعمال وإصدارات متميزة ستظل شاهدة على سعة اطلاعه وعمق معارفه وحبه اللامحدود للوطن، ووفائه للعرش العلوي المجيد.
يُذكر أن عبد الحق المريني، الذي غيّبه الموت يوم أمس الإثنين بمدينة الرباط عن عمر ناهز 91 عامًا، يُعد من الأسماء اللامعة في المشهد الثقافي المغربي، حيث ظل طيلة عقود من الزمن صوتًا راسخًا للثقافة والتاريخ، وشاهدًا أمينًا على تحولات المملكة من موقعه كمؤرخ رسمي وفاعل ثقافي وأكاديمي بارز.